التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٣١
وجه الاستطراد عقيب ما ذكر من ظهور السوآت وخصف الورق عليها ليبين إنعامه على ما خلق من اللباس * (ينزع عنهما لباسهما) * أي كان سببا في نزع لباسهما عنهما * (من حيث لا ترونهم) * يعني في غالب الأمر وقد استدل به من قال إن الجن لا يرون وقد جاءت في رؤيتهم أحاديث صحيحة فتحمل الآية على الأكثر جمعا بينها وبين الأحاديث * (وإذا فعلوا فاحشة) * قيل هي ما كانت العرب تفعله من الطواف بالبيت عراة الرجال والنساء ويحتمل العموم في الفواحش * (قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) * اعتذروا بعذرين باطلين أحدهما تقليد آبائهم والآخر افتراؤهم على الله * (وأقيموا وجوهكم) * قيل المراد إحضار النية والإخلاص لله وقيل فعل الصلاة والتوجه فيها * (عند كل مسجد) * أي في كل مكان سجود أو في وقت كل سجود والأول أظهر والمعنى إباحة الصلاة في كل موضع كقوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجدا * (كما بدأكم تعودون) * احتجاج على البعث الأخروي بالبدأة الأولى * (فريقا) * الأول منصوب بهدى والثاني منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده * (خذوا زينتكم) * قيل المراد به الثياب الساترة واحتج به من أوجب ستر العورة في الصلاة وقيل المراد به الزينة زيادة على الستر كالتجمل للجمعة بأحسن الثياب وبالسواك والطيب * (وكلوا واشربوا) * الأمر فيهما للإباحة لأن بعض العرب كانوا يحرمون أشياء من المآكل * (ولا تسرفوا) * أي لا تكثروا من الأكل فوق الحاجة وقال الأطباء إن الطب كله مجموع في هذه الآية وقيل لا تسرفوا بأكل الحرام * (قل من حرم زينة الله) * إنكار لتحريمها وهو ما شرعه الله لعباده من الملابس والمآكل وكان بعض العرب إذا حجوا يجردون الثياب ويطوفون عراة ويحرمون الشحم واللبن فنزل ذلك ردا عليهم * (خالصة يوم القيامة) * أي الزينة والطيب في الدنيا للذين آمنوا ولغيرهم وفي الآخرة خالصة لهم دون غيرهم وقرئ خالصة بالنصب على الحال والرفع على أنه خبر بعد خبر أو خبر ابتداء مضمر * (والإثم) * عام في كل ذنب * (وأن تقولوا على الله) *
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»