التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣
لا يذكرون اسم الله عليها) قيل معناه لا يحج عليها فلا يذكر اسم الله بالتلبية وقيل لا يذكر اسم الله عليها إذا ذبحت * (افتراء عليه) * كانوا قد قسموا أنعامهم على هذه الأقسام ونسبوا ذلك إلى الله افتراء وكذبا ونصب على الحال أو مفعول من أجله أو مصدر مؤكد * (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة) * الآية كانوا يقولون في أجنة البحيرة والسائبة ما ولد منها حيا فهو للرجال خاصة ولا يأكل منها النساء وما ولد منها ميتا اشترك فيه الرجال والنساء وأنث خالصة للحمل على المعنى وهي الأجنة وذكر محرم حملا على لفظ ما ويجوز أن تكون التاء للمبالغة * (وحرموا ما رزقهم الله) * أي البحيرة والسائبة وشبهها * (جنات معروشات) * مرفوعات على دعائم وشبهها * (وغير معروشات) * متروكات على وجه الأرض وقيل المعروشات ما غرسه الناس في العمران وغير معروشات ما أنبته الله في الجبال والبراري * (مختلفا أكله) * في اللون والطعم والرائحة والحجم وذلك دليل على أن الخالق مختار مريد * (وآتوا حقه يوم حصاده) * قيل حقه هنا الزكاة وهو ضعيف لوجهين أحدهما أن الآية مكية وإنما فرضت الزكاة بالمدينة والآخر أن الزكاة لا تعطى يوم الحصاد وإنما تعطى يوم ضم الحبوب والثمار وقيل حقه ما يصدق به على المساكين يوم الحصاد وكان ذلك واجبا ثم نسخ بالعشر وقيل هو ما يسقط من السنبل والأمر على هذا للندب * (حمولة وفرشا) * عطف على جنات والحمولة الكبار والفرش الصغار كالعجاجيل والفصلان وقيل الحمولة الإبل لأنها يحمل عليها والفرش الغنم لأنها تفرش للذبح ويفرش ما ينسج من صوفها * (ثمانية أزواج) * بدل من حمولة وفرشا وسماها أزواجا لأن الذكر زوج للأنثى والأنثى زوج للذكر * (من الضأن اثنين) * يريد الذكر والأنثى وكذلك فيما بعده * (قل آلذكرين) * يعني الذكر من الضأن والذكر من المعز ويعني بالأنثيين الأنثى من الضأن والأنثى من المعز وكذلك فيما بعده من الإبل والبقر والهمزة للإنكار " نبؤني بعلم " تعجيز وتوبيخ * (افترى على الله كذبا) * يعني في تحريم ما لم يحرم الله وذلك إشارة إلى العرب في
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»