الله عصم ووقى منه * (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) * يعني وعد النصر على الكفار فإن قيل هلا قال مخلف رسله وعده ولم قدم المفعول الثاني على الأول فالجواب أنه قدم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلا على الإطلاق ثم قال رسله ليعلم أنه إذا لم يخلف وعد أحد من الناس فكيف يخلف وعد رسله وخيرة خلقه فقدم الوعد أولا بقصد الإطلاق ثم ذكر الرسل لقصد التخصيص * (يوم تبدل الأرض غير الأرض) * العامل في الظرف ذوا انتقام أو محذوف وتبديل الأرض بأن تكون يوم القيامة بيضاء عفراء كقرصة النقي هكذا ورد في الحديث الصحيح * (والسماوات) * تبديلها بانشقاقها وانتشار كواكبها وخسوف شمسها وقمرها وقيل تبدل أرضا من فضة وسماء من ذهب وهذا ضعيف * (وترى المجرمين) * يعني الكفار * (مقرنين في الأصفاد) * أي مربوطين في الأغلال * (سرابيلهم) * أي قمصهم والسربال القميص * (من قطران) * متعلق بمحذوف أي جعل الله فيه ذلك وهو الذي تهيأ به الإبل وللنار فيه اشتعال شديد فلذلك جعل الله قمص أهل النار منه * (ليجزي) * يتعلق بمحذوف أي فعل الله ذلك ليجزي * (هذا بلاغ) * إشارة إلى القرآن أو إلى ما تضمنته هذه السورة * (ولينذروا) * معطوف على محذوف تقديره لينصحوا به ولينذروا " وليذكرأولو الألباب " أي هذا الذكر لأولي العقول وهم أهل العلم رضي الله عنهم سورة الحجر * (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) * يحتمل أن يريد بالكتاب الكتب المتقدمة وعطف القرآن عليها والظاهر أنه القرآن وعطفه عطف الصفات * (ربما) * قرئ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان وما حرف كافة لرب ومعنى رب التقليل وقد تكون للتكثير وقيل إن هذه منه وقيل إنما عبر عن التكثير بأداة التقليل على وجه التهكم كقوله قد نرى تقلب وجهك في السماء وقد يعلم ما أنتم عليه وقيل إن معنى التقليل في هذه أنهم لو كانوا يودون الإسلام مرة واحدة لوجب أن يسارعوا إليه فكيف وهم يودونه مرارا كثيرة ولا تدخل إلا على الماضي * (يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * قيل إن ذلك عند الموت وقيل
(١٤٣)