في القيامة وقيل إذا خرج عصاة المسلمين من النار وهذا هو الأرجح لحديث روي في ذلك * (ذرهم) * وما بعده تهديد * (كتاب معلوم) * أي وقت محدود * (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون) * الضمير في قالوا لكفار قريش وقولهم نزل عليه الذكر يعنون على وجه الاستخفاف أي بزعمك ودعواك * (لو ما تأتينا بالملائكة) * لو ما عرض وتحضيض والمعنى أنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالملائكة معه * (ما ننزل الملائكة إلا بالحق) * رد عليهم فيما اقترحوا والمعنى أن الملائكة لا تنزل إلا بالحق من الوحي والمصالح التي يريدها الله لا باقتراح مقترح واختيار كافر وقيل الحق هنا العذاب * (وما كانوا إذا منظرين) * إذا حرف جواب وجزاء والمعنى لو أنزل الملائكة لم يؤخر عذاب هؤلاء الكفار الذين اقترحوا نزولهم لأن من عادة الله أن من اقترح آية فرآها ولم يؤمن أنه يعجل له العذاب وقد علم الله أن هؤلاء القوم يؤمن كثير منهم ويؤمن أعقابهم فلم يفعل بهم ذلك * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * الذكر هنا هو القرآن وفي قوله إنا نحن نزلنا الذكر ردا لإنكارهم واستخفافهم في قولهم يا أيها الذي نزل عليه الذكر ولذلك أكده بنحن واحتج عليه بحفظه ومعنى حفظه حراسته عن التبديل والتغيير كما جرى في غيره من الكتب فتولى الله حفظ القرآن فلم يقدر أحد على الزيادة فيه ولا النقصان منه ولا تبديله بخلاف غيره من الكتب فإن حفظها موكول إلى أهلها لقوله بما استحفظوا من كتاب الله * (في شيع الأولين) * الشيع جمع شيعة وهي الطائفة التي تتشيع لمذهب أو رجل * (كذلك نسلكه في قلوب المجرمين) * معنى نسلكه ندخله والضمير في نسلكه يحتمل أن يكون للاستهزاء الذي دل عليه قوله به يستهزؤن أو يكون للقرآن أي نسلكه في قلوبهم فيستهزؤا به ويكون قوله كذلك تشبيها للاستهزاء المتقدم ولا يؤمنون به تفسيرا لوجه إدخاله في قلوبهم والضمير في به للقرآن * (وقد خلت سنة الأولين) * أي تقدمت طريقتهم على هذه الحالة من الكفر والاستهزاء حتى هلكوا بذلك ففي الكلام تهديد لقريش * (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا) * الضمائر لكفار قريش المعاندين المحتوم عليهم بالكفر وقيل الضمير في ظلوا وفي يعرجون للملائكة وفي قالوا للكفار ومعنى يعرجون يصعدون والمعنى أن هؤلاء الكفار لو رأوا أعظم آية لقالوا إنها تخييل أو سحر وقرئ سكرت بالتشديد والتخفيف ويحتمل أن يكون مشتقا من السكر فيكون معناه أجبرت أبصارنا فرأينا الأمر على غير حقيقته أو من السكر وهو السد فيكون معناه منعت أبصارنا
(١٤٤)