لنفسه شركاء وإذا لم يعلمهم هو فليسوا بشيء فكيف تفترون الكذب في عبادتهم وتعبدون الباطل وذلك كقولك قل لي من زيد أم هو أقل من أن يعرف فهو كالعدم " أم بظاهر من القول " المعنى أتسمونهم شركاء بظاهر اللفظ من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم " لهم عذاب في الحياة الدنيا " يعني بالقتل والأسر والخوف وغير ذلك " مثل الجنة " هنا وفي القتال صفتها وليس بضرب مثل لها والخبر عند سيبويه محذوف مقدم تقديره فيما يتلى عليكم صفة الجنة وقال الفراء الخبر مؤخر وهو تجري من تحتها الأنهار " أكلها دائم " يعني ما يؤكل فيها من الثمرات وغيرها والأكل بضم الهمزة المأكول ويجوز فيه ضم الكاف وإسكانها والأكل بفتح الهمزة المصدر " والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك " يعني من أسلم من اليهود والنصارى كعبد الله بن سلام والنجاشي وأصحابه وقيل يعني المؤمنين والكتاب على هذا القرآن " ومن الأحزاب " قيل هم بنو أمية وبنو المغيرة من قريش والأظهر أنها في سائر كفار العرب وقيل هم اليهود والنصارى لأنهم لا ينكروا القصاص والأشياء التي في كتبهم وإنما ينكرون البعض مما لا يعرفونه أو حرفوه " قل إنما أمرت أن أعبد الله " وجه اتصاله بما قبله أنه جواب المنكرين ورد عليهم كأنه قال إنما أمرت بعبادة الله وتوحيده فكيف تنكرون هذا * (مآب) * مفعل من الأوب وهو الرجوع أي مرجعي في الآخرة أو مرجعي بالتوبة " وجعلنا لهم أزواجا وذرية " رد على من أنكر أن يكون الرسول من البشر أو يحتاج إلى ما يحتاج إليه البشر من النساء والذرية فالمعنى لست ببدع في ذلك بل أنت كمن تقدم من الرسل " وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله " رد على الذين اقترحوا الآيات " لكل أجل كتاب " قال الفراء لكل كتاب أجل بالعكس وهذا لا يلزم بل المعنى صحيح من غير عكس أي لكل اجل كتاب كتبه الله في اللوح المحفوظ " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قيل يعني ينسخ ما يشاء من القرآن والأحكام ويثبت منها ما يشاء وقيل هي في آجال بني آدم وذلك أن الله تعالى قدر في ليلة القدر وقيل في ليلة النصف من شعبان بكتب أجل من يموت في ذلك العام فيمحوه من ديوان الأحياء ويثبت من لا يموت في ذلك العام وقيل إن المحو والإثبات على العموم في جميع الأشياء وهذا ترده القاعدة المتقررة أن القضاء لا يبدل وأن علم الله لا يتغير فقال بعضهم المحو والإثبات
(١٣٦)