لا يؤخذ منها " قل أندعوا من دون الله " الآية إقامة حجة وتوبيخ للكفار * (ونرد على أعقابنا) * أي نرجع من الهدى إلى الضلال وأصل الرجوع على العقب في المشي ثم استعير في المعاني وهذه جملة معطوفة على أندعوا والهمزة فيه للإنكار والتوبيخ * (كالذي استهوته الشياطين) * الكاف في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد أي كيف نرجع مشبهين من استهوته الشياطين أو نعت لمصدر محذوف تقديره ردا كرد الذي ومعنى استهوته الشياطين ذهبت به في مهامه الأرض وأخرجته عن الطريق فهو استفعال من هوى يهوي في الأرض إذا ذهب فيها وقال الفارسي استهوى بمعنى أهوى ومثل استذل بمعنى أذل * (حيران) * أي ضال عن الطريق وهو نصب على الحال من المفعول في استهوته * (له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا) * أي لهذا المستهوى أصحاب وهم رفقة يدعونه إلى الهدى أي إلى أن يهدوه إلى الطريق يقولون له ائتنا وهو قد تاه وبعد عنهم فلا يجيبهم وهذا كله تمثيل لمن ضل في الدين عن الهدى وهو يدعى إلى الإسلام فلا يجيب وقيل نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق حين كان أبوه يدعوه إلى الإسلام ويبطل هذا قول عائشة ما نزل في آل أبي بكر شيء من القرآن إلا براءتي * (وأن أقيموا) * عطف على لنسلم أو على مفعول أمرنا * (قوله الحق) * مرفوع بالابتداء وخبره يوم يقول وهو مقدم عليه والعامل فيه معنى الاستقرار كقولك يوم الجمعة القتال واليوم بمعنى الحين وفاعل يكون مضمر وهو فاعل كن أي حين يقول لشيء كن فيكون ذلك الشيء * (يوم ينفخ في الصور) * ظرف لقوله له الملك كقوله لمن الملك اليوم وقيل في إعراب الآية غير هذا مما هو ضعيف أو تخليط * (عالم الغيب والشهادة) * خبر ابتداء مضمر * (لأبيه آزر) * هو اسم أبي إبراهيم فإعرابه عطف بيان أو بدل ومنع من الصرف للعجمة والعلمية لا للوزن لأن وزنه فاعل نحو عابر وشالح وقرئ بالرفع على النداء وقيل إنه اسم صنم لأنه ثبت أن اسم أبي إبراهيم تارخ فعلى هذا يحتمل أن يكون لقب به لملازمته له أو أريد عابد آزر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وذلك بعيد ولا يبعد أن يكون له اثنان * (نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) * قيل إنه فرج الله السماوات والأرض حتى رأى ببصره الملك الأعلى والأسفل وهذا يحتاج إلى صحة نقل وقيل رأى ما يراه الناس من الملكوت ولكنه وقع له بها من الاعتبار والاستدلال ما لم يقع لأحد من أهل زمانه * (وليكون) * متعلق بمحذوف تقديره وليكون من الموقنين فعلنا به ذلك * (فلما جن عليه الليل) * أي ستره يقال جن عليه الليل وأجنه
(١٣)