* (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) * في موضع الحال من الضمير في يحشروا واستئناف إخبار * (لعلهم يتقون) * يتعلق بأنذر * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) * الآية نزلت في ضعفاء المؤمنين كبلال وعمار ابن ياسر وعبد الله بن مسعود وخباب وصهيب وأمثالهم وكان بعض المشركين من قريش قد قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكننا أن نختلط مع هؤلاء لشرفنا فلو طردتهم لاتبعناك فنزلت هذه الآية * (بالغداة والعشي) * قيل هي الصلاة بمكة قبل فرض الخمس وكانت غدوة وعشية وقيل هي عبارة عن دوام الفعل ويدعون هنا من الدعاء وذكر الله أو بمعنى العبادة * (يريدون وجهه) * إخبار عن إخلاصهم لله وفيه تزكية لهم " ما عليك من حسابهم من شئ " الآية قيل الضمير في حسابهم للذين يدعون وقيل للمشركين والمعنى على هذا لا تحاسب عنهم ولا يحاسبون عنك فلا تهتم بأمرهم حتى تطرد هؤلاء من أجلهم والأول أرجح لقوله وما أنا بطارد الذين آمنوا وقوله إن حسابهم إلا على ربي والمعنى على هذا أن الله هو الذي يحاسبهم فلأي شيء تطردهم * (فتطردهم) * هذا جواب النفي في قوله ما عليك * (فتكون من الظالمين) * هذا جواب النهي في قوله ولا تطرد أو عطف على فتطردهم * (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) * أي ابتلينا الكفار بالمؤمنين وذلك أن الكفار كانوا يقولون أهؤلاء العبيد والفقراء من الله عليهم بالتوفيق للحق والسعادة دوننا ونحن أشراف أغنياء وكان هذا الكلام منهم على وجه الاستبعاد بذلك * (أليس الله بأعلم بالشاكرين) * رد على الكفار في قولهم المتقدم * (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم) * هم الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن طردهم أمر بأن يسلم عليهم إكراما لهم وأن يؤنسهم بما بعد هذا * (كتب ربكم على نفسه الرحمة) * أي حتمها وفي الصحيح إن الله كتب كتابا فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي * (أنه من عمل منكم سوءا) * الآية وعد بالمغفرة والرحمة لمن تاب وأصلح وهو خطاب للقوم المذكورين قبل وحكمها عام فيهم وفي غيرهم والجهالة قد ذكرت في النساء وقيل نزلت بسبب أن عمر بن الخطاب أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد الضعفاء عسى أن يسلم الكفار فلما نزلت لا تطرد ندم عمر على قوله وتاب منه فنزلت الآية وقرئ أنه بالفتح على البدل من الرحمة وبالكسر على الاستئناف وكذلك فإنه غفور رحيم بالكسر على الاستئناف وبالفتح خبر ابتداء مضمر تقديره فأمره أنه غفور رحيم وقيل تكرار للأولى لطول الكلام * (وكذلك نفصل) * الإشارة إلى ما تقدم من النهي عن الطرد وغير ذلك وتفصيل الآيات شرحها وبيانها * (ولتستبين سبيل المجرمين) * بتاء الخطاب ونصب السبيل على أنه مفعول به وقرئ بتاء التأنيث ورفع السبيل على أنه فاعل مؤنث بالياء والرفع على تذكير
(١٠)