التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢
أي يخلطكم فرقا مختلفين * (ويذيق بعضكم بأس بعض) * بالقتال واختلف هل الخطاب بهذه الآية للكفار أو المؤمنين وروي أنه لما نزلت أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهه فلما نزلت من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك فلما نزلت أو يلبسكم شيعا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أهون فقضى الله على هذه الأمة بالفتن والقتال إلى يوم القيامة * (وكذب به قومك) * الضمير عائد على القرآن أو على الوعيد المتقدم وقومك هم قريش " لست عليهم بوكيل " أي بحفيظ ومتسلط وفي ذلك متاركة نسختها آية القتال * (لكل نبإ مستقر) * أي في غاية يعرف عندها صدق من كذبه * (يخوضون في آياتنا) * في الاستهزاء بها والطعن فيها * (فأعرض عنهم) * أي قم ولا تجالسهم * (وإما ينسينك الشيطان) * إما مركبة من إن الشرطية وما الزائدة والمعنى إن أنساك الشيطان النهي عن مجالستهم فلا تقعد بعد أن تذكر النهي " وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ " الذين يتقون هم المؤمنون والضمير في حسابهم للكفار والمستهزئين والمعنى ليس على المؤمنين شيء من حساب الكفار على استهزائهم وإضلالهم وقيل إن ذلك يقتضي إباحة جلوس المؤمنين مع الكافرين لأنهم شق عليهم النهي عن ذلك إذ كانوا لا بد لهم من مخالطتهم في طلب المعاش وفي الطواف بالبيت وغير ذلك ثم نسخت بآية النساء وهي وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله الآية وقيل إنها لا تقتضي إباحة القعود (ولكن ذكرى لعلهم يتقون) فيه وجهان أحدهما أن المعنى ليس على المؤمنين حساب الكفار ولكن عليهم تذكيرا لهم ووعظ وإعراب ذكرى على هذا نصب على المصدر وتقديره يذكرونهم ذكرى أو رفع على المبتدأ تقديره عليهم ذكرى والضمير في لعلهم عائد على الكفار أي يذكرونهم رجاء أن يتقوا أو عائد على المؤمنين أي يذكرونهم ليكون تذكيرهم ووعظهم تقوى الله الوجه الثاني أن المعنى ليس نهى المؤمنين عن القعود مع الكافرين بسبب أن عليهم من حسابهم شيء وإنما هو ذكرى للمؤمنين وإعراب ذكرى على هذا خبر ابتداء مضمر تقديره ولكن نهيهم ذكرى أو مفعول من أجله تقديره إنما نهوا ذكرى والضمير في لعلهم على هذا للمؤمنين لا غير * (وذر الذين) * قيل إنها متاركة منسوخة بالسيف وقيل بل هي تهديد فلا متاركة ولا نسخ فيها * (اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) * أي اتخذوا الدين الذي كان ينبغي لهم لعبا ولهوا لأنهم سخروا منا واتخذوا الدين الذي يعتقدونه لعبا ولهوا لأنهم لا يؤمنون بالبعث فهم يلعبون ويلهون * (وذكر به) * الضمير عائد على الدين أو على القرآن * (أن تبسل) * قيل معناه أن تحبس وقيل تفضح وقيل تهلك وهو في موضع مفعول من أجله أي ذكر به كراهة أن تبسل نفس * (وإن تعدل كل عدل) * أي وإن تعط كل فدية
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»