التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٦
قولهم ما أنزل الله على بشر من شيء فإن كان لليهود فالذي علموه التوراة وإن كان لقريش فالذي علموه ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم * (قل الله) * جواب من أنزل واسم الله مرفوع بفعل مضمر تقديره أنزله الله أو مرفوع بالابتداء * (ولتنذر) * عطف على صفة الكتاب * (أم القرى) * مكة وسميت أم القرى لأنها مكان أول بيت وضع للناس ولأنه جاء أن الأرض دحيت منها ولأنها يحج إليها أهل القرى من كل فج عميق * (أو قال أوحي إلي) * هو مسيلمة وغيره من الكذابين الذين ادعوا النبوة * (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) * هو النضر بن الحرث لأنه عارض القرآن واللفظ عام فيه وفي غيره من المستهزئين * (ولو ترى) * جوابه محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما والظالمون من تقدم ذكره من اليهود والكذابين والمستهزئين فتكون اللام للعهد وأعم من ذلك فتكون للجنس * (باسطوا أيديهم) * أي تبسط الملائكة أيديهم إلى الكفار يقولون لهم أخرجوا أنفسكم وهذه عبارة عن التعنيف في السياق والشدة في قبض الأرواح * (اليوم تجزون) * يحتمل أن يريد ذلك الوقت بعينه أو الوقت الممتد من حينئذ إلى الأبد * (الهون) * الذلة * (فرادى) * منفردين عن أموالكم وأولادكم أو عن شركائهم والأول يترجح لقوله تركتم ما خولناكم أي ما أعطيناكم من الأموال والأولاد ويترجح الثاني بقوله وما نرى معكم شفعاءكم * (تقطع بينكم) * تفرق شملكم ومن قرأه بالرفع أسند الفعل إلى الظرف واستعمله استعمال الأسماء ويكون البين بمعنى الفرقة أو بمعنى الوصل ومن قرأه بالنصب فالفاعل مصدر الفعل أو محذوف تقديره تقطع الاتصال بينكم * (فالق الحب والنوى) * أي يفلق الحب تحت الأرض لخروج النبات منها ويفلق النوى لخروج الشجر منها وقيل أراد الشقين الذين في النواة والحنطة والأول أرجح لعمومه في أصناف الحبوب * (يخرج الحي) * تقدم في آل عمران * (ومخرج الميت من الحي) * معطوف على فالق * (فالق الإصباح) * أي الصبح فهو مصدر سمي به الصبح ومعنى فلقه أخرجه من الظلمات وقيل إن الظلمة هي التي تنفلق عن الصبح فالتقدير فالق ظلمة الإصباح * (سكنا) * أي يسكن فيه عن الحركات ويستراح * (حسبانا) * أي يعلم بهما حساب الأزمان والليل والنهار * (ذلك تقدير العزيز العليم) * ما أحسن ذكر هذين الإسمين هنا لأن العزيز يغلب كل شيء
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»