التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٧
ويقهره وهو قد قهر الشمس والقمر وسخرهما كيف شاء والعليم لما في تقدير الشمس والقمر والليل والنهار من العلوم والحكمة العظيمة وإتقان الصنعة * (في ظلمات البر والبحر) * أي في ظلمات الليل في البر والبحر وأضاف الظلمة إليها لملابستها لهما أو شبه الطرق المشتبهة بالظلمات * (فمستقر ومستودع) * من كسر القاف من مستقر فهو اسم فاعل ومستودع اسم مفعول والتقدير فمنكم مستقر ومستودع ومن فتحها فهو اسم مكان أو مصدر ومستودع مثله والتقدير على هذا لكم مستقر ومستودع والاستقرار في الرحم والاستيداع في الصلب وقيل الاستقرار فوق الأرض والاستيداع تحتها * (فأخرجنا به) * الضمير عائد على الماء * (فأخرجنا منه) * الضمير عائد على النبات * (خضرا) * أي أخضر غصا وهو يتولد من أصل النبات من الفراخ * (نخرج منه) * الضمير عائد على الخضر * (حبا متراكبا) * يعني السنبل لأن حبه بعضه على بعض وكذلك الرمان وشبهه * (قنوان) * جمع قنو وهو العنقود من التمر وهو مرفوع بالابتداء وخبره من النخل ومن طلعها بدل والطلع أول ما يخرج من التمر في أكمامه * (دانية) * أي قريبة سهلة التناول وقيل قريبة بعضها من بعض * (وجنات من أعناب) * بالنصب عطف على نبات كل شيء وقرئ في غير السبع بالرفع عطف على قنوان * (مشتبها وغير متشابه) * نصب على الحال من الزيتون والرمان أو من كل ما تقدم من النبات والمشتبه والمتشابه بمعنى واحد أي من النبات ما يشبه بعضه بعضا في اللون والطعم والصورة ومنه ما لا يشبه بعضه بعضا وفي ذلك دليل قاطع على الصانع المختار القدير العليم المريد * (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) * أي انظروا إلى ثمره أول ما يخرج ضعيفا لا منفعة فيه ثم ينتقل من حال إلى حال حتى ينيع أي ينضج ويطيب * (شركاء الجن) * نصب الجن على أنه مفعول أول لجعلوا وشركاء مفعول ثان وقدم لاستعظام الإشراك أو شركاء مفعول أول والله في موضع المفعول الثاني والجن بدل من شركاء والمراد بهم هنا الملائكة وذلك ردا على من عبدهم وقيل المراد الجن والإشراك بهم طاعتهم * (وخلقهم) * الواو للحال والمعنى الرد عليهم أي جعلوا لله شركاء وهو خلقهم والضمير عائد على الجن أو على الجاعلين والحجة قائمة على الوجهين * (وخرقوا له بنين وبنات) * أي اختلقوا وزوروا والبنين قول النصارى في المسيح واليهود في عزير والبنات قول العرب في الملائكة * (بغير علم) * أي قالوا ذلك بغير دليل ولا حجة بل مجرد افتراء * (بديع) * ذكر معناه في البقرة ورفعه على أنه خبر ابتداء مضمر أو مبتدأ وخبره أنى يكون وفاعل تعالى والقصد به الرد على من نسب لله البنين والبنات وذلك من وجهين أحدها أن
(١٧)
مفاتيح البحث: الحج (1)، التمر (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»