ركعتين وقرأ الآية وقيل استعينوا بهما على طلب الآخرة وقيل الصبر هنا الصوم وقيل الصلاة هنا الدعاء * (وإنها) * الضمير عائد على العبادة التي تضمنها الصبر والصلاة أو على الاستعانة أو على الصلاة * (لكبيرة) * أي شاقة صعبة * (يظنون) * هنا يتيقنون * (على العالمين) * أي أهل زمانهم وقيل تفضيل من وجه ما هو كثرة الأنبياء وغير ذلك * (لا تجزي) * لا تغني وشيئا مفعول به أو صفة لمصدر محذوف والجملة في موضع الصفة وحذف الضمير أي فيه * (ولا يقبل منها شفاعة) * ليس نفي الشفاعة مطلقا فإن مذهب أهل الحق ثبوت الشفاعة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعة الملائكة والأنبياء والمؤمنين وإنما المراد أنه لا يشفع أحد إلا بعد أن يأذن الله له لقوله تعالى * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) * ولقوله * (ما من شفيع إلا من بعد إذنه) * ولقوله " ولا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له " وانظر ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن في الشفاعة فيقال له اشفع تشفع فكل ما ورد في القرآن من نفي الشفاعة مطلقا يحمل على هذا لأن المطلق يحمل على المقيد فليس في هذه الآيات المطلقة دليل للمعتزلة على نفي الشفاعة * (عدل) * هنا فدية * (ولا هم ينصرون) * جمع لأن النفس المذكورة يراد بها نفوس * (وإذ نجيناكم) * تقديره اذكروا إذ نجيناكم أي نجينا آباءكم وجاء الخطاب للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم منهم لأنهم ذريتهم وعلى دينهم ومتبعون لهم فحكمهم كحكمهم وكذلك فيما بعد هذا من تعداد النعم لأن الإنعام على الآباء إنعام على الأبناء ومن ذكر مساويهم لأن ذريتهم راضون بها * (من آل فرعون) * المراد من فرعون وآله وحذف لدلالة المعنى وآل فرعون هم جنوده وأشياعه وآل دينه لا قرابته خاصة ويقال إن اسمه الوليد بن مصعب وهو من ذرية عمليق ويقال فرعون لكل من ولي مصر وأصل آل أهل ثم أبدلت من الهاء همزة وأبدل من الهمزة ألف فائدة كل ما ذكره في هذه الصور من الأخبار معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بها من غير تعلم * (يسومونكم سوء العذاب) * أي يلزمونهم به وهو استعارة من السوم في البيع وفسر سوء العذاب بقوله * (يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم) * ولذلك لم يعطفه هنا وأما حيث عطفه في سورة إبراهيم فيحتمل أن يراد بسوء العذاب غير ذلك بل فيكون عطف مغايرة أو أراد به ذلك وعطف لاختلاف اللفظة وكان سبب قتل فرعون لابناء بني إسرائيل وقيل إن آل فرعون تذاكروا وعد الله لإبراهيم بأن يجعل في ذريته ملوكا وأنبياء فحسدوهم على ذلك وروى أنه وكل بالنساء رجالا يحفظون من تحمل منهن وقيل بل وكل على ذلك القوابل ولأجل هذا قيل معنى يستحيون يفتشون الحياة ضد الموت * (فرقنا بكم البحر) * فصلناه وجعلناه فرقا اثنى عشر طريقا على عدد
(٤٧)