يجعل له مخرجا) الآية وتيسير الأمور لقوله * (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) * وغفران الذنوب وإعظام الأجور لقوله * (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) * وتقبل الأعمال لقوله * (إنما يتقبل الله من المتقين) * والفلاح لقوله * (واتقوا الله لعلكم تفلحون) * والبشرى لقوله * (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * ودخول الجنة لقوله * (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) * والنجاة من النار لقوله * (ثم ننجي الذين اتقوا) * الفصل الثاني البواعث على التقوى عشرة خوف العقاب الأخروي وخوف الدنيوي ورجاء الثواب الدنيوي ورجاء الثواب الأخروي وخوف الحساب والحياء من نظر الله وهو مقام المراقبة والشكر على نعمه بطاعته والعلم لقوله * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * وتعظيم جلال الله وهو مقام الهيبة وصدق المحبة لقول القائل (تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا لعمري في القياس بديع) (لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن يحب مطيع) ولله در القائل (قالت وقد سألت عن حال عاشقها * لله صفه ولا تنقص ولا تزد) (فقلت لو كان يظن الموت من ظمأ * وقلت قف عن ورود الماء لم يرد) الفصل الثالث درجات التقوى خمس أن يتقي العبد الكفر وذلك مقام الإسلام وأن يتقي المعاصي والحرمات وهو مقام التوبة وأن يتقي الشبهات وهو مقام الورع وأن يتقي المباحات وهو مقام الزهد وأن يتقي حضور غير الله على قلبه وهو مقام المشاهدة * (الذين يؤمنون بالغيب) * فيه قولان يؤمنون بالأمور المغيبات كالآخرة وغيرها فالغيب على هذا بمعنى الغائب إما تسميه بالمصدر كعدل وإما تخفيفا في فعيل كميت والآخر يؤمنون في حال غيبهم أي باطنا وظاهرا وبالغيب على القول الأول يتعلق بيؤمنون وعلى الثاني في موضع الحال ويجوز في الذين أن يكون خفضا على النعت أو نصبا على إضمار فعل أو رفعا على أنه خبر مبتدأ * (ويقيمون الصلاة) * إقامتها علمها من قولك قامت السوق وشبه ذلك والكمال المحافظة عليها في أوقاتها بالإخلاص لله في فعلها وتوفية شروطها وأركانها وفضائلها وسننها وحضور القلب الخشوع فيها وملازمة الجماعة في الفرائض والإكثار من النوافل * (ومما رزقناهم ينفقون) * فيه ثلاثة أقوال الزكاة لاقترانها مع الصلاة والثاني أنه التطوع والثالث العموم وهو الأرجح لأنه لا دليل على التخصيص * (والذين يؤمنون) * هل هم المذكورون قبل فيكون من عطف الصفات أو غيرهم وهم من أسلم من أهل الكتاب فيكون عطفا للمغايرة أو مبتدأ وخبره الجملة بعد * (بما أنزل إليك) * القرآن * (وما أنزل من قبلك) * التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله عز وجل * (إن الذين كفروا) * فيمن سبق القدر أنه لا يؤمن كأبي جهل فإن كان الذين للجنس فلفظها عام يراد به الخصوص وإن كان للعهد فهو إشارة إلى قوم بأعيانهم وقد اختلف فيهم فقيل المراد من قتل ببدر من كفار قريش وقيل المراد حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف
(٣٦)