التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٤٤
كان في الأرض جن فأفسدوا فبعث الله إليهم ملائكة فقتلتهم فقاس الملائكة بني آدم عليهم * (ونحن نسبح) * اعتراف والتزام للتسبيح لا افتخار * (بحمدك) * أي حامدين لك والتقدير نسبح متلبسين بحمدك فهو في موضع الحال * (ونقدس لك) * يحتمل أن تكون الكاف مفعولا ودخلت عليها اللام كقولك ضربت لزيدا وأن يكون المفعول محذوفا أي نقدسك على معنى ننزهك أو نعظمك وتكون اللام في لك للتعليل أي لأجلك أو يكون التقدير نقدس أنفسنا أي نطهرها لك * (ما لا تعلمون) * أي ما يكون في بني آدم من الأنبياء والأولياء وغير ذلك من المصالح والحكمة * (الأسماء كلها) * أي أسماء بني آدم وأسماء أجناس الأشياء لتشمية القمر والشجر وغير ذلك * (ثم عرضهم) * أي عرض المسميات وبين أشخاص بني آدم وأجناس الأشياء " أنبؤني " أمر على وجه التعجيز * (إن كنتم صادقين) * أي في قولكم إن الخليفة يفسد في الأرض ويسفك الدماء وقيل إن كنتم صادقين في جواب السؤال والمعرفة بالأسماء * (لا علم لنا) * اعتراف * (أنبئهم بأسمائهم) * أي أنبىء الملائكة بأسماء ذريتك أو بأسماء أجناس الأشياء * (اسجدوا لآدم) * السجود على وجه التحية وقيل عبادة لله وآدم كالقبلة * (فسجدوا) * روى أن من أول من سجد إسرافيل ولذلك جازاه الله بولاية اللوح المحفوظ * (إلا إبليس) * استثناء متصل عند من قال إنه كان ملكا ومنقطع عند من قال كان من الجن * (استكبر) * لقوله أنا خير منه * (وكان من الكافرين) * قيل كفر بإبايته من السجود وذلك بناء على أن المعصية كفر والأظهر أنه كفر باعتراضه على الله وتسفيهه له في أمره بالسجود لآدم وليس كفره كفر جحود لاعترافه بالربوبية * (وزوجك) * هي حواء خلقها الله من ضلع آدم ويقال زوجة وزوج هنا أفصح * (الجنة) * هي جنة الخلد عند الجماعة وعند أهل السنة خلافا لمن قال هي غيرها * (لا تقربا) * النهي عن القرب يقتضي النهي عن الأكل بطريق الأولى وإنما نهى عن القرب سدا للذريعة فهذا أصل في سد الذرائع * (الشجرة) * قيل هي شجرة العنب وقيل شجرة التين وقيل الحنطة وذلك مفتقر إلى نقل صحيح واللفظ مبهم * (فتكونا) * عطف على تقربا أو نصب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النهي * (فأزلهما) * متعد من أزل القدم وأزالهما بالألف من الزوال * (عنها) * الضمير عائد على الجنة أو على الشجرة فتكون عن سببية على هذا فائدة اختلفوا في أكل آدم من الشجرة فالأظهر أنه كان على وجه النسيان لقوله تعالى * (فنسي ولم نجد له عزما) * وقيل سكر من خمر الجنة فحينئذ أكل منها وهذا باطل لأن خمر الجنة لا تسكر وقيل أكل عمدا وهي معصية صغرى وهذا عند من أجاز على الأنبياء الصغائر وقيل تأول آدم أن النهي
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»