ألف سنة والأول أظهر لأن الكلام إنما هو في اليهود وعلى الثاني يخرج الكلام عنهم * (وما هو بمزحزحه) * الآية فيها وجهان أحدهما أن يكون هو عائد على أحدهم وأن يعمر فاعل لمزحزحه والآخر أن يكون هو للتعمير وأن يعمر بدل * (من كان عدوا لجبريل) * الآية سببها أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم جبريل عدونا لأنه ملك الشدائد والعذاب فلذلك لا نؤمن به ولو جاءك ميكائيل لآمنا بك لأنه ملك الأمطار والرحمة * (فإنه نزله) * فيه وجهان الأول فإن الله نزل جبريل والآخر فإن جبريل نزل القرآن وهذا أظهر لأن قوله مصدقا لما بين يديه من أوصاف القرآن والمعنى الرد على اليهود بأحد وجهين أحدهما من كان عدوا لجبريل فلا ينبغي له أن يعاديه لأنه نزله على قلبك فهو مستحق للمحبة ويؤكد هذا قوله وهدى وبشرى والثاني من كان عدوا لجبريل فإنما عاداه لأنه نزله على قلبك فكان هذا تعليل لعداوتهم لجبريل " وجبريل وميكائيل " ذكرا بعد الملائكة تجديدا للتشريف والتعظيم * (أو كلما) * الواو للعطف قال الأخفش زائدة * (نبذه فريق منهم) * نزلت في مالك بن الصيف اليهودي وكان قد قال والله ما أخذ علينا عهد أن نؤمن بمحمد رسول يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (كتاب الله) * يعني القرآن أوالتوراة لما فيها من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم أو المتقدمين * (ما تتلو) * هو من القراءة أو الاتباع * (على ملك) * أي في ملك أو عهد ملك سليمان * (وما كفر سليمان) * تبرئه له مما نسبوه إليه وذلك أن سليمان عليه السلام دفن السحر ليذهبه فأخرجوه بعد موته ونسبوه إليه وقالت اليهود إنما كان سليمان ساحرا وقيل إن الشياطين استرقوا السمع وألقوه إلى الكهان فجمع سليمان ما كتبوا من ذلك ودفنه فلما مات قالوا ذلك علم سليمان * (وما كفر سليمان) * بتعليم السحر وبالعمل به أو بنسبته إلى سليمان عليه السلام * (وما أنزل) * نفي أو عطف على السحر عليهما إلا أن ذلك يرده آخر الآية وإن كانت معطوفة بمعنى الذي فالمعنى أنهما أنزل عليهما ضرب من السحر ابتلاء من الله لعباده أو ليعرف فيحذر وقرئ الملكين بكسر اللام وقال الحسن هما علجان فعلى هذا يتعين أن تكون ما غير نافية * (ببابل) * موضع معروف * (هاروت وماروت) * اسمان علمان بدل من الملكين أو عطف بيان * (إنما نحن فتنة) * أي محنة وذلك تحذير من السحر * (فلا تكفر) * أي بتعليم السحر ومن هنا أخذ مالك أن الساحر يقتل كفرا * (يفرقون) * زوال العصمة
(٥٥)