المقتول أو المجروح أو الولي وعلى الثاني يعود على القاتل أو الجارح وإن لم يجر له ذكر ولكن سياق الكلام يقتضيه والأول أرجح لعود الضمير على مذكور وهو من ومعناها واحد على التأويلين والصدقة بمعنى العفو على التأويلين إلا أن التأويل الأول بيان لأجر من عفا وترغيب في العفو والتأويل الثاني بيان لسقوط الإثم عن القاتل أو الجارح إذا عفى عنه * (مصدقا لما بين يديه) * قد تقدم معنى مصدق في البقرة ولما بين يديه يعني التوراة لأنها قبله والقرآن مصدق للتوراة والإنجيل لأنهما قبله ومصدقا عطف على موضع قوله فيه هدى ونور لأنه في موضع الحال * (ومهيمنا) * ابن عباس شاهدا وقيل مؤتمنا * (عما جاءك من الحق) * تضمن الكلام معنى لا تنصرف أو لا تنحرف ولذلك تعدى بعن * (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) * ابن عباس سبيلا وسنة والخطاب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو الأمم والمعنى أن الله جعل لكل أمة شريعة يتبعونها وقد استدل بها من قال إن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا وذلك في الأحكام والفروع وأما الاعتقاد فالدين فيها واحد لجميع العالم وهو الإيمان بالله وتوحيده وتصديق رسله والإيمان بالدار الآخرة * (فاستبقوا الخيرات) * استدل به قوم على أن تقديم الواجبات أفضل من تأخيرها وهذا متفق عليه في العبادات كلها إلا الصلاة ففيها خلاف فمذهب الشافعي أن تقديمها في أول وقتها أفضل وعكس أبو حنيفة وفي مذهب مالك خلاف وتفصيل واتفقوا أن تقديم المغرب أفضل * (وأن احكم بينهم) * عطف على الكتاب في قوله وأنزلنا إليك الكتاب أو على الحق في قوله بالحق وقال قوم إن هذا وقوله قبله فاحكم بينهم ناسخ لقوله فاحكم بينهم أو أعرض عنهم أي ناسخ للتخيير الذي في الآية وقيل إنه ناسخ للحكم بالتوراة ونزلت الآية بسبب قوم من اليهود طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم فأبى من ذلك ونزلت الآية تقضي أن يحكم بينهم * (أفحكم الجاهلية يبغون) * توبيخ لليهود وقرئ بالياء إخبارا عنهم وبالتاء خطابا لهم * (لقوم يوقنون) * قال الزمخشري اللام للبيان أي هذا الخطاب لقوم يوقنون فإنهم الذين يتبين لهم أنه لا أحسن من الله حكما * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) * سببها موالاة عبد الله بن أبي بن سلول ليهود
(١٧٩)