التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٠
بني قينقاع وخلع عبادة بن الصامت الحلف الذي كان بينه وبينهم ولفظها عام وحكمها باق ولا يدخل فيه معاملتهم في البيع والشراء وشبهه * (فإنه منهم) * تغليظ في الوعيد فمن كان يعتقد معتقدهم فهو منهم من كل وجه ومن خالفهم في اعتقادهم وأحبهم فهو منهم في المقت عند الله واستحاق العقوبة * (فترى الذين في قلوبهم مرض) * هم المنافقون والمراد هنا عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان معه * (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) * كان عبد الله بن أبي يوالي اليهود ويستكثرهم ويقول إني رجل أخشى الدوائر * (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده) * الفتح هنا هو ظهور النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين والأمر من عنده هو هلاك الأعداء بأمراض عنده لا يكون فيه تسبب لمخلوق أو أمر من الله لرسوله عليه الصلاة والسلام بقتل اليهود * (فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) * الضمير في فيصبحوا للمنافقين والذين أسروه هو قصدهم الاستعانة باليهود على المسلمين وإضمار العداوة للمسلمين * (يقول الذين آمنوا) * قرىء يقل بغير واو استئناف وإخبار وقرئ بالواو والرفع وهو عطف جملة على جملة وبالواو والنصب عطفا على أن يأتي الله أو عطفا على فيصبحوا * (هؤلاء الذين أقسموا) * الإشارة إلى المنافقين لأنهم كانوا يحلفون أنهم مع المؤمنين وانتصب جهد أيمانهم على المصدر المؤكد * (حبطت أعمالهم) * يحتمل أن يكون من كلام المؤمنين أو من كلام الله ويحتمل أن يكون دعاء أو خبر * (من يرتد منكم عن دينه) * خطاب على وجه التحذير والوعيد وفيه إعلام بارتداد بعض المسلمين فهو إخبار بالغيب قبل وقوعه ثم وقع فارتد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وبنو مدلج قوم الأسود العنسي الذي ادعى النبوة وقتل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة ثم أسلم وجاهد ثم كثر المرتدون وفشا أمرهم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كفى الله أمرهم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانت القبائل التي ارتدت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع قبائل بنو فزارة وغطفان وبنو سليم وبنو يربوع وكندة وبنو بكر بن وائل وبعض بني تميم ثم ارتدت غسان في زمان عمر بن الخطاب وهم جبلة بن الأيهم الذي تنصر من أجل اللطمة " فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه " أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها وقال هم قوم هذا يعني أبا موسى الأشعري والإشارة بذلك والله أعلم إلى أهل اليمن لأن الأشعريين من أهل اليمن وقيل المراد أبي بكر الصديق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة ويقوي ذلك ما ظهر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الجد في قتالهم والعزم عليه حين خالفه في ذلك بعض الناس فاشتد عزمه حتى وافقوه وأجمعوا عليه فنصرهم الله على أهل الردة ويقوي ذلك أيضا
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»