التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
تقديره والصابئون كذلك وهو مقدم في نية التأخير وأجاز بعض الكوفيون أن يكون معطوفا على موضع اسم إن وقيل إن هنا بمعنى نعم وما بعدها مرفوع بالابتداء وهو ضعيف " وحسبوا أن لا تكون فتنة " أي بلاء واختبار وقرئ تكون بالرفع على أن تكون أن مخففة من الثقيلة وبالنصب على أنها مصدرية * (فعموا وصموا) * عبارة عن تماديهم على المخالفة والعصيان * (ثم تاب الله عليهم) * قيل إن هذه التوبة رد ملكهم ورجوعهم إلى بيت المقدس بعد خروجهم منه ثم أخرجوا المرة الثانية فلم ينجبر حالهم أبدا وقيل التوبة بعث عيسى عليه السلام وقيل بعث محمد صلى الله عليه وسلم * (كثير منهم) * بدل من الضمير أو فاعل على لغة أكلوني البراغيث والبدل أرجح وأنصح * (وقال المسيح) * الآية رد على النصارى وتكذيب لهم * (وما للظالمين من أنصار) * يحتمل أن يكون من كلام المسيح أو من كلام الله * (ما المسيح ابن مريم إلا رسول) * الآية رد على من جعله إلها * (وأمه صديقة) * أي بليغة الصدق في نفسها أو من التصديق ووصفها بهذه الصفة دون النبوة يدفع قول من قال إنها نبية * (كانا يأكلان الطعام) * استدلال على أنهما ليسا بإلهين لاحتياجهما إلى الغذاء الذي لا يحتاج إليه إلا محدث مفتقر ومن كان كذلك فليس بإله لأن الإله منزه عن صفة الحدوث وعن كل ما يلحق البشر وقيل إن قوله يأكلان الطعام عبارة عن الاحتياج إلى الغائط ولا ضرورة تدعو إلى إخراج اللفظ عن ظاهره لأن الحجة قائمة بالوجهين * (ثم انظر) * دخلت ثم لتفاوت الأمرين ولقصد التعجيب من كفرهم بعد بيان الآيات * (قل أتعبدون من دون الله) * الآية إقامة حجة على من عبد عيسى وأمه وهما لا يملكان ضرا ولا نفعا * (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * خطاب للنصارى والغلو الإفراط وسبب ذلك كفر النصارى * (ولا تتبعوا أهواء قوم) * قيل هم أئمتهم في دين النصرانية كانوا على ضلال في عيسى وأضلوا كثيرا من الناس ثم ضلوا بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل هم اليهود والأول أرجح
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»