التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
بعلمه) في هذا دليل لأهل السنة على إثبات علم الله خلافا للمعتزلة في قولهم إنه عالم بلا علم وقد تأولوا الآية بتأويل بعيد * (يا أيها الناس) * خطاب عام لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الناس * (فآمنوا خيرا لكم) * انتصب خبرا هنا وفي قوله انتهوا خيرا لكم بفعل مضمر لا يظهر تقديره إيتوا خيرا لكم هذا مذهب سيبويه وقال الخليل انتصب بقوله آمنوا وانتهوا على المعنى وقال الفراء فآمنوا إيمانا خيرا لكم فنصبه على النعت لمصدر محذوف وقال الكوفيون هو خبر كان المحذوفة تقديره يكن الإيمان خيرا لكم * (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض) * أي هو غنى عنكم لا يضره كفركم * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * هذا خطاب للنصارى لأنهم غلوا في عيسى حتى كفروا فلفظ أهل الكتاب عموم يراد به الخصوص في النصارى بدليل ما بعد ذلك والغلو هو الإفراط وتجاوز الحد * (وكلمته) * أي مكون عن كلمته التي هي كن من غير واسطة أب ولا نطفة * (وروح منه) * أي ذو روح من الله فمن هنا لابتداء الغاية والمعنى من عند الله وجعله من عند الله لأن الله أرسل به جبريل عليه السلام إلى مريم * (ولا تقولوا ثلاثة) * نهى عن التثليث وهو مذهب النصارى وإعراب ثلاثة خبر مبتدأ مضمر * (له ما في السماوات وما في الأرض) * برهان على تنزيهه تعالى عن الولد لأنه مالك كل شيء * (لن يستنكف) * لن يأنف كذلك ومعناه حيث وقع * (ولا الملائكة) * فيه دليل لمن قال إن الملائكة أفضل من الأنبياء لأن المعنى لن يستنكف عيسى ومن فوقه * (قد جاءكم برهان) * هو القرآن وهو أيضا النور المبين ويحتمل أن يريد بالبرهان الدلائل والحجج وبالنور
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»