التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٠
والأفعال والمحبة وغير ذلك فرفع الله ذلك عن عباده فإنهم لا يستطيعون وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه ثم يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلو تؤاخذني بما لا أملك يعني ميله بقلبه وقيل إن الآية نزلت في ميله صلى الله عليه وسلم بقلبه إلى عائشة ومعناها اعتذار من الله تعالى عن عباده * (فتذروها كالمعلقة) * أي لا ذات زوج ولا مطلقة * (وإن يتفرقا) * الآية معناها إن تفرق الزوجان بطلاق أغنى الله كل واحد منهما من فضله عن صاحبه وهذا وعد بخير وتأنيس * (ولقد وصينا) * الآية إخبار أن الله وصى الأولين والآخرين بأن يتقوه * (ويأت بآخرين) * أي بقوم غيركم وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت ضرب بيده على كتف سلمان الفارسي وقال هم قوم هذا * (من كان يريد ثواب الدنيا) * الآية تقتضي الترغيب في طلب ثواب الآخرة لأنه خير من ثواب الدنيا وتقتضي أيضا أن يطلب ثواب الدنيا والآخرة من الله وحده فإن ذلك بيده لا بيد غيره وعلى أحد هذين الوجهين يرتبط الشرط بجوابه فالتقدير على الأول من كان يريد ثواب الدنيا فلا يقتصر عليه خاصة فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وعلى الثاني من كان يريد ثواب الدنيا فليطلبه من الله فعند الله ثواب الدنيا والآخرة * (كونوا قوامين بالقسط) * أي مجتهدين في إقامة العدل * (شهد الله) * معناه لوجه الله ولمرضاته * (ولو على أنفسكم) * يتعلق بشهد وشهادة الإنسان على نفسه هي إقراره بالحق ثم ذكر الوالدين والأقربين إذ هم مظنة للتعصب والميل فإقامة الشهادة على الأجنبيين من باب أولى وأحرى * (إن يكن غنيا أو فقيرا) * جواب إن محذوف على الأظهر أي إن يكن المشهود عليه غنيا فلا تمتنع من الشهادة تعظيما له وإن كان فقيرا فلا تمتنع من الشهادة عليه اتفاقا فإن الله أولى بالغني والفقير أي بالنظر إليهما * (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) * أن مفعول من أجله ويحتمل أن يكون المعنى من العدل فالتقدير إرادة أن تعدلوا بين الناس أو من العدل فالتقدير كراهة أن تعدلوا عن الحق * (وإن تلووا أو تعرضوا) * قيل إن الخطاب للحكام وقيل للشهود واللفظ عام في الوجهين واللي هو تحريف الكلام أي تلووا عن الحكم بالعدل أو عن الشهادة بالحق أو تعرضوا عن صاحب الحق أو عن المشهود له بالحق فإن الله يجازيكم فإنه خبير بما تعملون وقرئ إن تلوا بضم اللام من الولاية أي إن وليتم إقامة الشهادة أو أعرضتم عنها * (آمنوا بالله) * الآية خطاب للمسلمين
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»