التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
جهنم وهي سبع طبقات وفي ذلك دليل على أنهم شر من الكفار * (إلا الذين تابوا) * استثناء من المنافقين والتوبة هنا الإيمان الصادق في الظاهر والباطن * (ما يفعل الله بعذابكم) * المعنى أي حاجة ومنفعة لله بعذابكم وهو الغني عنكم وقدم الشكر على الإيمان لأن العبد ينظر إلى النعم فيشكر عليها ثم يؤمن بالمنعم فكان الشكر سببا للإيمان متقدم عليه ويحتمل أن يكون الشكر يتضمن الإيمان ثم ذكر الإيمان بعده توكيدا واهتماما به والشاكر اسم الله ذكر في اللغات * (إلا من ظلم) * أي إلا جهر المظلوم فيجوز له من الجهر أن يدعو على من ظلمه وقيل أن يذكر ما فعل به من الظلم وقيل أن يرد عليه بمثل مظلمته إن كان شتمه * (إن تبدوا خيرا أو تخفوه) * الآية ترغيب في فعل الخير سرا وعلانية وفي العفو عن الظلم بعد أن أباح الانتصار لأن العفو أحب إلى الله من الانتصار وأكد ذلك بوصفه تعالى نفسه بالعفو مع القدرة * (إن الذين يكفرون) * الآية في اليهود والنصارى لأنهم آمنوا بأنبيائهم وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وغيره ومعنى التفريق بين الله ورسله الإيمان به والكفر برسله وكذلك التفريق بين الرسل هو الكفر ببعضهم والإيمان ببعضهم فحكم الله على من كان كذلك بحكم الكفر الحقيقي الكامل * (والذين آمنوا) * الآية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم آمنوا بالله وجميع رسله * (يسألك أهل الكتاب) * الآية روي أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لن نؤمن بك حتى تأتينا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة وقيل كتاب إلى فلان وكتاب إلى فلان بأنك رسول الله وإنما طلبوا ذلك على وجه التعنت فذكر الله سؤالهم من موسى وسوء أدبهم معه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بالتأسي بغيره ثم ذكر أفعالهم القبيحة ليبين أن كفرهم إنما هو عناد وقد تقدم في البقرة ذكر طلبهم للرؤيا واتخاذهم العجل ورفع الطور فوقهم واعتدائهم في السبت وغير
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»