التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٥٤
معناها تفضيل المجاهدين على من لم يجاهد وهم القاعدون * (غير أولي الضرر) * لما نزلت الآية قام ابن أم مكتوم الأعمى فقال يا رسول الله هل من رخصة فإني ضرير البصر فنزل غير أولي الضرر وقرئ غير بالحركات الثلاث بالرفع صفة للقاعدين وبالنصب على الاستثناء أو الحال وبالخفض صفة للمؤمنين * (درجة) * قيل هي تفضيل على القاعدين من أهل العذر والدرجات على القاعدين بغير عذر وقيل إن الدرجات مبالغة وتأكيد الدرجة * (الحسنى) * الجنة * (أجرا) * منصوب على الحال من درجات أو المصدرية من معنى فضل وانتصب درجات على البدل من الأجر أو بفعل مضمر وانتصب مغفرة ورحمة بإضمار فعلها أي غفر لهم ورحمهم مغفرة ورحمة * (إن الذين توفاهم الملائكة) * الآية نزلت في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا فلما كان يوم بدر خرجوا مع الكفار فقتلوا منهم قيس بن الفاكه والحارث بن زمعة وقيس بن الوليد بن المغيرة وعلي بن أمية بن خلف ويحتمل أن يكون توفاهم ماضيا أو مضارعا وانتصب ظالمي على الحال * (قالوا فيم كنتم) * أي في أي شيء كنتم في أمر دينكم * (قالوا كنا مستضعفين في الأرض) * اعتذار عن التوبيخ الذي وبخهم به الملائكة أي لم تقدروا على الهجرة وكان اعتذار بالباطل * (قالوا ألم تكن أرض الله واسعة) * رد عليهم وتكذيب لهم في اعتذارهم * (إلا المستضعفين) * الذين كان استضعافهم حقا قال ابن عباس كنت أنا وأبي وأمي ممن عنى الله بهذه الآية * (مراغما) * أي متحولا وموضعا يرغم عدوه بالذهاب إليه * (وسعه) * أي اتساع في الأرض وقيل في الرزق * (فقد وقع أجره على الله) * أي ثبت وصح * (ومن يخرج من بيته) * الآية حكمها على العموم ونزلت في ضمرة بن القيس وكان من المستضعفين بمكة وكان مريضا فلما سمع ما أنزل الله في الهجرة قال أخرجوني فهيء له فراش فوضع عليه وخرج فمات في الطريق وقيل نزلت في خالد بن حزام فإنه هاجر إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات قبل أن يصل إلى أرض الحبشة * (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * اختلف العلماء في تأوليها على خمسة أقوال أولها أنها في قصر الصلاة الرباعية
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»