التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٩
* (ورافعك إلي) * أي إلى السماء * (ومطهرك) * أي من سوء جوارهم * (الذين اتبعوك) * هم المسلمون وعلوهم على الكفرة بالحجة وبالسيف في غالب الأمر وقيل الذين اتبعوك النصارى والذين كفروا اليهود فالآية مخبرة عن عزة النصارى على اليهود وإذلالهم لهم * (ذلك نتلوه) * إشارة إلى ما تقدم من الأخبار * (من الآيات) * المتلوات أو المعجزات * (الذكر) * القرآن * (الحكيم) * الناطق بالحكمة * (إن مثل عيسى) * الآية حجة على النصارى في قولهم كيف يكون ابن دون أب فمثله الله بآدم الذي خلقه الله دون أم ولا أب وذلك اغرب مما استبعدوه فهو أقطع لقولهم * (خلقه من تراب) * تفسير لحال آدم فيكون حكاية عن حال ماضية والأصل لو قال خلقه من تراب ثم قال له كن فكان لكنه وضع المضارع موضع الماضي ليصور في نفوس المخاطبين أن الأمر كأنه حاضر دائم * (الحق) * خبر مبتدأ مضمر * (فمن حاجك فيه) * أي في عيسى وكان الذي حاجه فيه وفد نجران من النصارى وكان لهم سيدان يقال لأحدهما السيد والآخر العاقب * (نبتهل) * نلتعن والبهلة اللعنة أي نقول لعنة الله على الكاذب منا ومنكم هذا أصل الابتهال ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن لعنة ولما نزلت الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ودعا نصارى نجران إلى الملاعنة فخافوا أن يهلكهم الله أو يمسخهم الله قردة وخنازير فأبوا من الملاعنة وأعطوا الجزية * (قل يا أهل الكتاب) * خطاب لنصارى نجران وقيل اليهود * (سواء) * أي عدل ونصف " أن لا نعبد " بدل من كلمة أو رفع على تقدير هي ودعاهم صلى الله عليه وسلم إلى توحيد الله وترك ما عبدوه من دونه كالمسيح والأحبار والرهبان * (لم تحاجون في إبراهيم) * قالت اليهود كان إبراهيم يهوديا وقالت النصارى كان نصرانيا فنزلت الآية ردا عليهم لأن ملة اليهود والنصارى
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»