التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٨
المائدة لأنه يعود على الهيئة * (فيكون طيرا) * قيل إنه لم يخلق غير الخفاش وقرئ طيرا بياء ساكنة على الجمع وبالألف وهمزة على الإفراد ذكر بإذن الله رفعا لوهم من توهم في عيسى الربوبية * (وأبرئ) * روي أنه كان يجتمع إليه جماعة من العميان والبرصاء فيدعو لهم فيبرؤن * (وأحيي الموتى) * روي أنه كان يضرب بعصاه الميت أو القبر فيقوم الميت ويكلمه وروي أنه أحيى سام بن نوح * (وأنبئكم) * كان يقول يا فلان أكلت كذا وادخرت في بيتك كذا * (ومصدقا) * عطف على رسولا أو على موضع بآية من ربكم لأنه في موضع الحال وهو أحسن لأنه من جملة كلام عيسى فالتقدير جئتكم بآية من ربكم وجئتكم مصدقا * (ولأحل لكم) * عطف على بآية من ربكم وكانوا قد حرم عليهم الشحم ولحم الإبل وأشياء من الحيتان والطير فأحل لهم عيسى بعض ذلك * (إن الله ربي وربكم) * رد على من نسب الربوبية لعيسى وانتهى كلام عيسى عليه السلام إلى قوله * (صراط مستقيم) * وابتداؤه من قوله أني قد جئتكم وكل ذلك يحتمل أن يكون مما ذكرت الملائكة لمريم حكاية عن عيسى عليه السلام أنه سيقوله ويحتمل أن يكون خطاب مريم قد انقطع ثم استؤنف الكلام من قوله ورسولا على تقدير جاء عيسى رسولا بأني قد جئتكم بآية من ربكم ثم استمر كلامه إلى آخره * (فلما أحس عيسى) * أي علم علما ظاهرا كعلم ما يدرك بالحواس * (من أنصاري) * طلب للنصرة والأنصار جمع ناصر * (إلى الله) * تقديره من يضيف أنفسهم في نصرتي إلى الله فلذلك قيل إلى هنا بمعنى مع أو يتعلق بمحذوف تقديره ذاهبا أو ملتجئا إلى الله * (الحواريون) * حواري الرجل صفوته وخاصته ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وإن حواري الزبير وقيل إن الحواريين كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها ولذلك سماهم الحواريين * (بما أنزلت) * يريدون الإنجيل والرسول هنا عيسى عليه السلام * (مع الشاهدين) * أي مع الذين يشهدون بالحق من الأمم وقيل مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم يشهدون على الناس * (ومكروا) * الضمير لكفار بني إسرائيل ومكرهم أنهم وكلوا بعيسى من يقتله غيلة * (ومكر الله) * أي رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل عوضا منه وعبر عن فعل الله بالمكر مشاكله لقوله مكروا * (والله خير الماكرين) * أي أقواهم وهو فاعل ذلك بحق والماكر من البشر فاعل بالباطل * (إذ قال الله) * العامل فيه فعل مضمر أو يمكر * (إني متوفيك) * قيل وفاة موت ثم أحياه الله في السماء وقيل رفع حيا ووفاة الموت بعد أن ينزل إلى الأرض فيقتل الدجال وقيل يعني وفاة نوم وقيل المعنى قابضك من الأرض إلى السماء
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»