والشر فحذف أحدهما لدلالة الآخر عليه وقيل إنما خص الخير بالذكر لأن الآية في معنى دعاء ورغبة فكأنه يقول بيدك الخير فأجزل حظي منه * (تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) * قال عبد الله بن مسعود هي النطفة تخرج من الرجل ميتة وهو حي ويخرج الرجل منها حيا وهي ميتة وقال عكرمة هي إخراج الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة وقيل يخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر فالحياة والموت على هذا استعارة وفي ذكر الحي من الميت المطابقة وهي من أدوات البيان وفيه أيضا القلب لأنه قدم الحي على الميت ثم عكس * (بغير حساب) * بغير تضييق وقيل بغير محاسبة * (لا يتخذ المؤمنون) * الآية عامة في جميع الأعصار وسببها ميل بعض الأنصار إلى بعض اليهود وقيل كتاب حاطب إلى مشركي قريش " فليس من الله في شيء " تبرؤ ممن فعل ذلك ووعيد على موالاة الكفار وفي الكلام حذف تقديره ليس من التقرب إلى الله في شيء وموضع في شيء نصب على الحال من الضمير في ليس من الله قاله ابن عطية * (إلا أن تتقوا منهم) * إباحة لموالاتهم إن خافوا منهم والمراد موالاة في الظاهر مع البغضاء في الباطن * (تقاة) * وزنه فعلة بضم الفاء وفتح العين وفاؤه واو وأبدل منها تاء ولامه ياء أبدل منها ألف وهو منصوب على المصدرية ويجوز أن ينصب على الحال من الضمير في تتقوا * (ويحذركم الله نفسه) * تخويف * (يوم تجد) * منصوب على الظرفية والعامل فيه فعل مضمر تقديره اذكروا أو خافوا وقيل العامل فيه قدير وقيل المصير وقيل يحذركم * (وما عملت من سوء) * مبتدأ خبره تود أو معطوف * (أمدا) * أي مسافة * (والله رؤوف) * ذكر بعد التحذير تأنيسا لئلا يفرط الخوف أو لأن التحذير والتنبيه رأفة * (فاتبعوني) * جعل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم علامة على محبة العبد لله تعالى وشرط في محبة الله للعبد ومغفرته له وقيل إن الآية خطاب لنصارى نجران ومعناها على العموم في جميع الناس * (إن الله اصطفى) * الآية لما مضى صدر من محاجة نصارى نجران أخذ يبين لهم ما اختلفوا فيه وأشكل عليهم من أمر عيسى عليه السلام وكيفية ولادته وبدأ بذكر آدم ونوح عليهما السلام تكميلا للأمر لأنهما أبوان لجميع الأنبياء ثم ذكر إبراهيم تدريجا إلى ذكر عمران والد مريم أم عيسى عليه السلام وقيل إن عمران هنا هو والد موسى وبينهما ألف وثمانمائة سنة والأظهر أن المراد هنا والد مريم لذكر قصتها بعد ذلك * (آل إبراهيم وآل عمران) * يحتمل أن يريد بآل القرابة أو الأتباع وعلى الوجهين
(١٠٤)