التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٦
الملائكة) أنث رعاية للجماعة وقرئ بالألف على التذكير وقيل الذي ناداه جبريل وحده وإنما قيل الملائكة لقولهم فلان يركب الخيل أي جنس الخيل وإن كان فرسا واحدا * (يحيي) * اسم سماه الله تعالى به قبل أن يولد وهو اسم بالعبرانية صادف اشتقاقا وبناء في العربية وهو لا ينصرف فإن كان في الإعراب أعجميا ففيه التعريف والعجمة وإن كان عربيا فالتعريف ووزن الفعل * (مصدقا بكلمة من الله) * أي مصدقا بعيسى عليه السلام مؤمنا به وسمي عيسى كلمة الله لأنه لم يوجد إلا بكلمة الله وحدها وهي قوله كن لا بسبب آخر وهو الوالد كسائر بني آدم * (وسيدا) * السيد الذي يسود قومه أي يفوقهم في الشرف والفضل * (وحصورا) * أي لا يأتي النساء فقيل خلقه الله كذلك وقيل كان يمسك نفسه وقيل الحصور الذي لا يأتي الذنوب * (أنى يكون لي غلام) * تعجب واستبعاد أن يكون له ولد مع شيخوخته وعقم امرأته ويقال كان له تسع وتسعون سنة ولامرأته ثمان وتسعون سنة فاستبعد ذلك في العادة مع علمه بقدرة الله تعالى على ذلك فسأله مع علمه بقدرة الله واستبعده لأنه نادر في العادة وقيل سأله وهو شاب وأجيب وهو شيخ ولذلك استبعده * (كذلك الله يفعل ما يشاء) * أي مثل هذه الفعلة العجيبة يفعل الله ما يشاء فالكاف لتشبيه أفعال الله العجيبة بهذه الفعلة والإشارة بذلك إلى هبة الولد لزكريا واسم الله مرفوع بالابتداء أو كذلك خبره فيجب وصله معه وقيل الخبر يفعل الله ما يشاء ويحتمل كذلك على هذا وجهين أحدهما أن يكون في موضع الحال من فاعل يفعل والآخر أن يكون في موضع خبر مبتدأ محذوف تقديره الأمر كذلك أو أنتما كذلك وعلى هذا يوقف على كذلك والأول أرجح لاتصال الكلام وارتباط قوله يفعل ما يشاء مع ما قبله ولأن له نظائر كثيرة في القرآن منها قوله كذلك أخذ ربك * (اجعل لي آية) * أي علامة على حمل المرأة * (آيتك ألا تكلم الناس) * أي علامتك أن لا تقدر على كلام الناس * (ثلاثة أيام) * بمنع لسانه عن ذلك مع إبقاء الكلام بذكر الله ولذلك قال واذكر ربك كثيرا وإنما حبس لسانه عن الكلام تلك المدة ليخلص فيها لذكر الله شكرا على استجابة دعائه ولا يشغل لسانه بغير الشكر والذكر * (إلا رمزا) * إشارة باليد أو بالرأس أو غيرهما فهو استثناء منقطع * (بالعشي) * من زوال الشمس إلى غروبها والإبكار من طلوع الفجر إلى الضحى * (وإذ قالت الملائكة) * اختلف هل المراد جبريل أو جمع من الملائكة والعامل في إذ مضمر * (اصطفاك) * أولا حين تقبلك من أمك * (وطهرك) * من كل عيب في خلق وخلق ودين * (واصطفاك على نساء العالمين) * يحتمل أن يكون هذا الاصطفاء مخصوصا بأن وهب لها عيسى من غير أب فيكون على نساء العالمين عاما أو يكون الاصطفاء عاما فيخص من نساء العالمين خديجة وفاطمة أو يكون المعنى على نساء
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»