التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١١١
أهل الكتاب) الآية إخبار أن أهل الكتاب على قسمين أمين وخائن وذكر القنطار مثالا للكثير فمن أداه أدى ما دونه وذكر الدنيا مثالا للقليل فمن منعه منع ما فوقه بطريق الأولى * (قائما) * يحتمل أن يكون من القيام الحقيقي بالجسد أو من القيام بالأمر وهو العزيمة عليه * (ذلك بأنهم) * الإشارة إلى خيانتهم والباء للتعليل * (ليس علينا) * زعموا بأن أموال الأميين وهم العرب حلال لهم * (الكذب) * هنا قولهم إن الله أحلها عليهم في التوراة أو كذبهم على الإطلاق * (بلي) * عليهم سبيل وتباعة في أموال الأميين * (بعهده) * الضمير يعود على من أو على الله * (إن الذين يشترون) * الآية قيل نزلت في اليهود لأنهم تركوا عهد الله في التوراة لأجل الدنيا وقيل نزلت بسبب خصومة بين الأشعث من قيس وآخر فأراد خصمه أن يحلف كاذبا * (وإن منهم) * الضمير عائد على أهل الكتاب * (يلوون ألسنتهم) * أي يحرفون اللفظ أو المعنى * (لتحسبوه) * الضمير يعود على ما دل عليه قوله يلوون ألسنتهم وهو الكلام المحرف * (ما كان لبشر) * الآية هذا النفي متسلط على * (ثم يقول للناس) * والمعنى لا يدعي الربوبية من آتاه الله النبوة والإشارة إلى عيسى عليه السلام رد على النصارى الذين قالوا إنه الله وقيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لأن اليهود قالوا له يا محمد تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى فقال معاذ الله ما بذلك أمرت ولا إليه دعوت * (ربانيين) * جمع رباني وهو العالم وقيل الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره * (بما كنتم) * الباء سببية وما مصدرية * (تعلمون) * بالتخفيف تعرفون وقرئ بالتشديد من التعليم * (ولا يأمركم) * بالرفع استئناف والفاعل الله أو البشر المذكور وقرئ بالنصب عطف على أن يؤتيه أو على ثم يقول والفاعل على هذا البشر " وإذ أخذ ميثاق الله النبيين " معنى الآية أن الله أخذ العهد والميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصره إن أدركه وتضمن ذلك أخذ هذا الميثاق على أمم الأنبياء واللام في قوله * (لما آتيتكم) * لام التوطئة لأن أخذ الميثاق في معنى الاستخلاف واللام في لتؤمنن
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»