التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٥
يدخل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في آل إبراهيم * (ذرية) * بدل مما تقدم أو حال ووزنه فعلية منسوب إلى الذر لأن الله تعالى أخرج الخلق من صلب آدم كالذر وغير أوله في النسب وقيل أصل ذرية ذرورة وزنها فعولة ثم أبدل من الراء الأخيرة ياء فصار ذروية ثم أدغمت الواو في الياء وكسرت الراء فصارت ذرية * (إذ قالت) * العامل فيه محذوف تقديره اذكروا وقيل عليم وقال الزجاج العامل فيه معنى الاصطفاء * (امرأة عمران) * اسمها حنة بالنون وهي أم مريم وعمران هذا هو والد مريم * (نذرت) * أي جعلت نذراعلى أن يكون هذا الولد في بطني حبسا على خدمة بيتك وهو بيت المقدس * (محرر) * أي عتيقا من كل شغل إلا خدمة المسجد * (فلما وضعتها) * الآية كانوا لا يحررون الإناث بخدمة المساجد فقالت * (إني وضعتها أنثى) * تحسرا وتلهفا على ما فاتها من النذر الذي نذرت * (والله أعلم بما وضعت) * قرىء وضعت بإسكان التاء وهو من كلام الله تعظيما لوضعها وقرئ بضم التاء وإسكان العين وهو على هذا من كلامها * (وليس الذكر كالأنثى) * يحتمل أن يكون من كلام الله فالمعنى ليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت لك وأن يكون من كلامها فالمعنى ليس الذكر كالأنثى في خدمة المساجد لأن الذكور كانوا يخدمونها دون الإناث * (سميتها مريم) * إنما قالت لربها سميتها مريم لأن مريم في لغتهم بمعنى العابدة فأرادت بذلك التقرب إلى الله ويؤخذ من هذا تسمية المولود يوم ولادته وامتنع مريم من الصرف للتعريف والتأنيث وفيه أيضا العجمة * (وإني أعيذها بك) * ورد في الحديث ما من مولود إلا نخسه الشيطان يوم ولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها لقوله * (وإني أعيذها بك) * الآية * (فتقبلها ربها) * أي رضيها للمسجد مكان الذكر * (بقبول حسن) * فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا على غير المصدر والآخر أن يكون اسما لما يقبل به كالسعوط اسم لما يسعط به * (وأنبتها نباتا حسنا) * عبارة عن حسن النشأ * (وكفلها زكريا) * أي ضمها إلى إنفاقه وحضانته والكافل هو الحاضن وكان زكريا زوج خالتها وقرئ كفلها بتشديد الفاء ونصب زكريا أي جعله الله كافلها * (المحراب) * في اللغة أشرف المجالس وبذلك سمي موضع الإمام ويقال إن زكريا بنى لها غرفة في المسجد وهي المحراب هنا وقيل المحراب موضع العبادة * (وجد عندها رزقا) * كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء ويقال إنها لم ترضع ثديا قط وكان الله يرزقها * (أنى لك هذا) * إشارة إلى مكان أي كيف ومن أين * (إن الله يرزق) * يحتمل أن يكون من كلام مريم أو من كلام الله تعالى * (هنالك) * إشارة إلى مكان وقد يستعمل في الزمان وهو الأظهر هنا أي لما رأى زكريا كرامة الله تعالى لمريم سأل من الله الولد " فنادته
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»