التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١١٣
يقتضيها * (ثم ازدادوا كفرا) * قيل هم اليهود كفروا بعيسى بعد إيمانهم بموسى ثم ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا مؤمنين قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بعداوتهم له وطعنهم عليه وقيل هم الذين ارتدوا * (لن تقبل توبتهم) * قيل ذلك عبارة عن موتهم على الكفر أي ليس لهم توبة فتقبل وذلك في قوم بأعيانهم ختم الله لهم بالكفر وقيل لن تقبل توبتهم مع إقامتهم على الكفر فذلك عام * (فلن يقبل من أحدهم ملء) * جزم بالعذاب لكل من مات على الكفر والواو في قوله * (ولو افتدى به) * قيل زائدة وقيل للعطف على محذوف كأنه قال لن يقبل من أحدهم لو تصدق به * (ولو افتدى به) * وقيل نفي أولا القبول جملة على الوجوه كلها ثم خص الفدية بالنفي كقولك أنا لا أفعل كذا أصلا ولو رغبت إلى * (لن تنالوا البر) * أي لن تكونوا من الأبرار ولن تنالوا البر الكامل * (حتى تنفقوا مما تحبون) * من أموالكم ولما نزلت قال أبو طلحة إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة وكان ابن عمر يتصدق بالسكر ويقول إني لأحبه * (كل الطعام) * الآية إخبار أن الأطعمة كانت حلالا لبني إسرائيل * (إلا ما حرم إسرائيل) * أبوهم * (على نفسه) * وهو لحم الإبل ولبنها ثم حرمت عليهم أنواع من الأطعمة كالشحوم وغيرها عقوبة لهم على معاصيهم وفيها رد عليهم في قولهم إنهم على ملة إبراهيم عليه السلام وأن الأشياء التي هي محرمة كانت محرمة على إبراهيم وفيها دليل على جواز النسخ ووقوعه لأن الله حرم عليهم تلك الأشياء بعد حلها خلافا لليهود في قولهم إن النسخ محال على هذه الأشياء وفيها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بذلك من غير تعلم من أحد وسبب تحريم إسرائيل لحوم الإبل على نفسه أنه مرض فنذر إن شفاه الله أن يحرم أحب الطعام إليه شكرا لله وتقربا إليه ويؤخذ من ذلك أنه يجوز للأنبياء أن يحرموا على أنفسهم باجتهادهم * (فأتوا بالتوراة) * تعجيزا لليهود وإقامة حجة عليهم وروي أنهم لم يجسروا على إخراج التوراة * (فمن افترى) * أي من زعم بعد هذا البيان أن الشحم وغيره كان محرما على بني إسرائيل قبل نزول التوراة فهو الظالم المكابر بالباطل * (صدق الله) * أي الأمر كما وصف لا كما تكذبون أنتم ففيه تعريض بكذبهم * (فاتبعوا ملة إبراهيم) * إلزام لهم أن يسلموا كما ثبت أن ملة الإسلام هي ملة إبراهيم التي لم يحرم فيها شيء مما هو محرم عليهم * (إن أول بيت) * أي أول مسجد بني في الأرض وقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم أي مسجد بني أول قال المسجد الحرام ثم بيت المقدس وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه المعنى أنه أول بيت وضع مباركا وهدى وقد كانت قبله بيوتا * (ببكة) * قيل هي مكة والباء بدل من الميم وقيل مكة الحرم كله وبكة المسجد وما حوله * (مباركا) *
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»