التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٧
زمانها وقد قيل بتفضيلها على الإطلاق وقيل إنها كانت نبية لتكليم الملائكة لها * (اقنتي) * القنوت هنا بمعنى الطاعة والعبادة وقيل طول القيام في الصلاة وهو قول الأكثرين * (واسجدي واركعي) * أمرت بالصلاة فذكر القنوت والسجود لكونها من هيئة الصلاة وأركانها ثم قيل لها اركعي مع الراكعين بمعنى ولتكن صلاتك مع المصلين أو في الجماعة فلا يقتضي الكلام على هذا تقديم السجود على الركوع لأنه لم يرد الركوع والسجود المنضمين في ركعة واحدة وقيل أراد ذلك وقدم السجود لأن الواو لا ترتب ويحتمل أن تكون الصلاة في ملتهم بتقديم السجود على الركوع * (ذلك) * إشارة إلى ما تقدم من القصص وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (ما كنت لديهم) * احتجاجا على نبوته صلى الله عليه وسلم لكونه أخبر بهذه الأخبار وهو لم يحضر معهم * (يلقون أقلامهم) * أي أزلامهم وهي قداحهم وقيل الأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة اقترعوا بها على كفالة مريم حرصا عليها وتنافسا في كفالتها وتدل الآية على جواز القرعة وقد ثبتت أيضا من السنة * (أيهم يكفل مريم) * مبتدأ وخبر في موضع نصب بفعل تقديره ينظرون أيهم * (يختصمون) * يختلفون فيمن يكفلها منهم * (إذ قالت الملائكة) * إذ بدل من إذ قالت أو من إذ يختصمون والعامل فيه مضمر * (اسمه) * أعاد الضمير المذكر على الكلمة لأن المسمى بها ذكر * (المسيح) * قيل هو مشتق من ساح في الأرض فوزنه مفعل وقال الأكثرون من مسح لأنه مسح بالبركة فوزنه فعيل وإنما قال عيسى ابن مريم والخطاب لمريم لينسبه إليها إعلاما بأنه يولد من غير والد * (وجيها) * نصب على الحال ووجاهته في الدنيا النبوة والتقديم على الناس وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة في الجنة * (في المهد) * في موضع الحال * (وكهلا) * عطف عليه والمعنى أنه يكلم الناس صغيرا آية تدل على براءة أمه مما قذفها به اليهود وتدل على نبوته ويكلمهم أيضا كبيرا ففيه إعلام بعيشه إلى أن يبلغ سن الكهولة وأوله ثلاث وثلاثون سنة وقيل أربعون * (ويعلمه) * عطف على يبشرك أو ويكلم * (الكتاب) * هنا جنس وقيل الخط باليد والحكمة هنا العلوم الدينية أو الإصابة في القول والفعل * (ورسولا) * حال معطوف على وبعلمه إذ التقدير ومعلما الكتاب أو يضمر له فعل تقديره أرسل رسولا أو جاء رسولا * (إلى بني إسرائيل) * أي أرسل إليهم عيسى عليه السلام مبينا لحكم التوراة * (إني) * تقديره بأني * (أخلق) * بفتح الهمزة بدل من أني الأولى أو من آية وبكسرها ابتداء كلام * (فأنفخ فيه) * ذكر هنا الضمير لأنه يعود على الطين أو على الكاف من كهيئة وأنث في
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»