التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٠٣
في اليهود وقيل في النصارى وقيل فيهما * (سريع الحساب) * قد تقدم معناه في البقرة وهو هنا تهديد ولذلك وقع في جواب من يكفر * (فإن حاجوك) * أي جادلوك في الدين والضمير لليهود ونصارى نجران * (أسلمت) * وجهي أي أخلصت نفسي وجملتي * (لله) * وعبر بالوجه على الجملة ومعنى الآية إقامة الحجة عليهم لأن من اسلم وجهه لله فهو على الحق بلا شك فسقطت حجة من خالفه * (ومن اتبعن) * عطف على التاء في أسلمت ويجوز أن يكون مفعولا معه * (أأسلمتم) * تقرير بعد إقامة الحجة عليهم أي قد جاءكم من البراهين ما يقتضي أن تسلموا * (فإنما عليك البلاغ) * أي إنما عليك أن تبلغ رسالة ربك فإذا أبلغتها فقد فعلت ما عليك وقيل إن فيها موادعة نسختها آية السيف * (إن الذين يكفرون) * الآية نزلت في اليهود والنصارى توبيخا لهم ووعيدا على قبح أفعالهم وأفعال أسلافهم * (الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * هم اليهود والكتاب هنا التوراة أو جنس * (يدعون إلى كتاب الله) * قال ابن عباس دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جماعة من اليهود فيهم النعمان بن عمرو والحارث بن زيد فقالوا له على أي دين أنت فقال لهم على دين إبراهيم فقالوا إن إبراهيم كان يهوديا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلموا إلي التوراة فهي بيننا وبينكم فأبوا عليه فنزلت الآية فكتاب الله على هذا التوراة وقيل هو القرآن كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فيعرضون عنه * (ذلك بأنهم) * الإشارة إلى إعراضهم عن كتاب الله والباء سببية والمعنى أن كفرهم بسبب اعتراضهم وأكاذيبهم والأيام المعدودات قد ذكرت في البقرة * (فكيف إذا جمعناهم) * أي كيف يكون حالهم يوم القيامة والمعنى تهويل واستعظام لها أعد لهم * (اللهم) * منادى والميم فيه عوض من حرف النداء عند البصريين ولذلك لا يجتمعان وقال الكوفيون أصله يا الله أمنا بخير فالميم عندهم من أمنا * (مالك الملك) * منادى عند سيبويه وأجاز الزجاج أن يكون صفة لاسم الله وقيل إن الآية نزلت ردا على النصارى في قولهم إن عيسى هو الله لأن هذه الأوصاف ليست لعيسى وقيل لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته يفتحون ملك كسرى وقيصر استبعد ذلك المنافقون فنزلت الآية * (بيدك الخير) * قيل المراد بيدك الخير
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»