تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٩٨
الأولى والاهتمام بأمر العدا بالاستغفار فإنه تعالى كافيك في النصر إظهار الأمر * (وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) * ودم على التسبيح والتحميد لربك وقيل صل لهذين الوقتين إذ كان الواجب بمكة ركعتين بكرة وركعتين عشيا * (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) * عام في كل مجادل مبطل وإن نزل في مشركي مكة واليهود حين قالوا لست صاحبنا بل هو المسيح بن داود يبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهار * (إن في صدورهم إلا كبر) * إلا تكبر عن الحق وتعظم عن التفكر والتعلم أو إرادة الرياسة أو إن النبوة والملك لا يكونان إلا لهم * (ما هم ببالغيه) * ببالغي دفع الآيات أو المراد * (فاستعذ بالله) * فالتجئ إليه * (إنه هو السميع البصير) * لأقوالكم وأفعالكم * (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) * فمن قدر على خلقها مع عظمها أولا من غير أصل قدر على خلق الإنسان ثانيا من أصل وهو بيان لا شكل ما يجادلون فيه من أمر التوحيد * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون لفرط غفلتهم واتباعهم أهواءهم * (وما يستوي الأعمى والبصير) * الغافل والمستبصر * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ) * والمحسن والمسيء فينبغي أن يكون لهم حال يظهر فيها التفاوت وهي فيما بعد البعث وزيادة لا في المسئ لأن المقصود نفي مساواته للمحسن فيما له من الفضل والكرامة والعاطف الثاني عطف الموصول بما عطف عليه على * (الأعمى والبصير) * لتغاير الوصفين في المقصود أو الدلالة بالصراحة والتمثيل * (قليلا ما تتذكرون) * أي تذكرا ما قليلا يتذكرون والضمير للناس أو الكفار وقرأ الكوفيون بالتاء على تغليب المخاطب أو الالتفات أو أمر الرسول بالمخاطبة
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»