تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٩٣
بغير حجة بل إما بتقليد أو بشبهة داحضة * (كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا) * فيه ضمير من وإفراده للفظ ويجوز أن يكون الذين آمنوا مبتدأ وخبره * (كبر) * على حذف مضاف أي وجدال الذين يجادلون كبر مقتا أو بغير سلطان وفاعل * (كبر) * * (كذلك) * أي كبر مقتا مثل ذلك الجدال فيكون قوله * (يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) * استئنافا للدلالة على الموجب لجدالهم وقرأ أبو عمرو وابن ذكوان قلب بالتنوين على وصفه بالتكبر والتجبر لأنه منبعهما كقولهم رأت عيني وسمعت أذني أو على حذف مضاف أي على كل ذي قلب متكبر * (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) * بناء مكشوفا عاليا من صرح الشيء إذا ظهر * (لعلي أبلغ الأسباب) * الطرق * (أسباب السماوات) * بيان لها أو في إبهامها ثم إيضاحها تفخيم لشأنها وتشويق للسامع إلى معرفتها * (فأطلع إلى إله موسى) * عطف على * (أبلغ) * وقرأ حفص بالنصب على جواب الترجي ولعله أراد أن يبني له رصدا في موضع عال يرصد منه أحوال الكواكب التي هي أسباب سماوية تدل على الحوادث الأرضية فيرى هل فيها ما يدل على إرسال الله إياه أو إن يرى فساد قول موسى بأن أخباره من إله السماء يتوقف على اطلاعه ووصوله إليه وذلك لا يتأتى إلا بالصعود إلى السماء وهو مما لا يقوى عليه الإنسان وذلك لجهله بالله وكيفية استنبائه * (وإني لأظنه كاذبا) * في دعوى الرسالة * (وكذلك) * ومثل التزيين * (زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) * سبيل الرشاد والفاعل على الحقيقة هو الله تعالى ويدل عليه أنه قرئ زين بالفتح وبالتوسط الشيطان وقرأ الحجازيان والشامي وأبو عمرو * (وصد) * على أن فرعون صد الناس عن الهدى بأمثال هذه التمويهات والشبهات ويؤيده * (وما كيد فرعون إلا في تباب) * أي خسار * (وقال الذي آمن) * يعني مؤمن آل فرعون وقيل موسى عليه الصلاة والسلام * (يا قوم اتبعون أهدكم) *
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»