تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٠٣
* (ويريكم آياته) * دلائله الدالة على كمال قدرته وفرط رحمته * (فأي آيات الله) * أي فأي آية من تلك الآيات * (تنكرون) * فإنها لظهورها لا تقبل الإنكار وهو ناصب أي إذا لو قدرته متعلقا بضميره كان الأولى رفعة والتفرقة بالتاء في أي أغرب منها في الأسماء غير الصفات لإبهامه * (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض) * ما بقي منهم من القصور والمصانع ونحوهما وقيل آثار أقدامهم في الأرض لعظم أجرامهم * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) * ما الأولى نافية أو استفهامية منصوبة بأغنى والثانية موصولة أو مصدرية مرفوعة به * (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات) * بالمعجزات أو الآيات الواضحات * (فرحوا بما عندهم من العلم) * واستحقروا علم الرسل والمراد بالعلم عقائدهم الزائغة وشبههم الداحضة كقوله * (بل ادارك علمهم في الآخرة) * وهو قولهم لا نبعث ولا نعذب وما أظن الساعة قائمة ونحوها وسماها علما على زعمهم تهكما بهم أو علم الطبائع والتنجيم والصنائع ونحو ذلك أو علم الأنبياء وفرحهم به ضحكهم منه واستهزاؤهم به ويؤيده * (وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) * وقيل الفرح أيضا للرسل فإنهم لما رأوا تمادي جهل الكفار وسوء عاقبتهم فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا الله عليه وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم * (فلما رأوا بأسنا) * شدة عذابنا * (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) * يعنون الأصنام * (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) * لامتناع قبوله حينئذ ولذلك قال * (لم يك) * بمعنى لم يصح ولم يستقم والفاء الأولى لأن قوله * (فما أغنى) * كالنتيجة لقوله * (كانوا أكثر منهم) *
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»