* (قل لله الشفاعة جميعا) * لعله رد لما عسى يجيبون به وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون هي تماثيلهم والمعنى أنه مالك الشفاعة كلها لا يستطيع أحد شفاعة إلا بإذنه ورضاه ولا يستقل بها ثم قرر ذلك فقال * (له ملك السماوات والأرض) * فإنه مالك الملك كله لا يملك أحد أن يتكلم في أمره دون إذنه ورضاه * (ثم إليه ترجعون) * يوم القيامة فيكون الملك له أيضا حينئذ * (وإذا ذكر الله وحده) * دون آلهتهم * (اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) * انقبضت ونفرت * (وإذا ذكر الذين من دونه) * يعني الأوثان * (إذا هم يستبشرون) * لفرط افتتانهم بها ونسيانهم حق الله ولقد بالغ في الأمرين حتى بلغ الغاية فيهما فإن الاستبشار أن يمتلئ قلبه سرورا حتى تنبسط له بشرة وجهه والاشمئزاز أن يمتلئ غما حتى ينقبض أديم وجهه والعامل في * (إذا ذكر) * العامل في إذ المفاجأة * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة) * التجىء إلى الله بالدعاء لما تحيرت في أمرهم وضجرت من عنادهم وشدة شكيمتهم فإنه القادر على الأشياء والعالم بالأحوال كلها * (أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) * فأنت وحدك تقدر أن تحكم بيني وبينهم * (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة) * وعيد شديد وإقناط كلي لهم من الخلاص * (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * زيادة مبالغة فيه وهو نظير قوله تعالى * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم) * في الوعد * (وبدا لهم سيئات ما كسبوا) * سيئات أعمالهم أو كسبهم حين تعرض صحائفهم * (وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) * وأحاط بهم جزاؤه * (وإذا مس الإنسان الضر دعانا) * إخبار عن الجنس بما يغلب فيه والعطف على قوله
(٧٠)