تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٦٩
* (من يأتيه عذاب يخزيه) * فإن خزي أعدائه دليل غلبته وقد أخزاهم الله يوم بدر * (ويحل عليه عذاب مقيم) * دائم وهو عذاب النار * (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس) * لأجلهم فإنه مناط مصالحهم في معاشهم ومعادهم * (بالحق) * متلبسا به * (فمن اهتدى فلنفسه) * إذ نفع به نفسه * (ومن ضل فإنما يضل عليها) * فإن وباله لا يتخطاها * (وما أنت عليهم بوكيل) * وما وكلت عليهم لتجبرهم على الهدى وإنما أمرت بالبلاغ وقد بلغت * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) * أي يقبضها عن الأبدان بأن يقطع تعلقها عنها وتصرفها فيها إما ظاهرا وباطنا وذلك عند الموت أو ظاهرا لا باطنا وهو في النوم * (فيمسك التي قضى عليها الموت) * ولا يردها إلى البدن وقرأ حمزة والكسائي قضي بضم القاف وكسر الضاد والموت بالرفع * (ويرسل الأخرى) * أي النائمة إلى بدنها عند اليقظة * (إلى أجل مسمى) * هو الوقت المضروب لموته وهو غاية جنس الإرسال وما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن في ابن آدم نفسا وروحا بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس التي بها العقل والتمييز والروح التي بها النفس والحياة فيتوفيان عند الموت وتتوفى النفس وحدها عند النوم قريب مما ذكرناه * (إن في ذلك) * من التوفي والإمساك والإرسال * (لآيات) * دالة على كمال قدرته وحكمته وشمول رحمته * (لقوم يتفكرون) * في كيفية تعلقها بالأبدان وتوفيها عنها بالكلية حين الموت وإمساكها باقية لا تفنى بفنائها وما يعتريها من السعادة والشقاوة والحكمة في توفيها عن ظواهرها وإرسالها حينا بعد حين إلى توفي آجالها * (أم اتخذوا) * بل اتخذت قريش * (من دون الله شفعاء) * تشفع لهم عند الله * (قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون) * ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم جمادات لا تقدر ولا تعلم
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»