تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٧١
* (وإذا ذكر الله وحده) * بالفاء لبيان مناقضتهم وتعكيسهم في التسبب بمعنى أنهم يشمئزون عن ذكر الله وحده ويستبشرون بذكر الآلهة فإذا مسهم ضر دعوا من اشمأزوا من ذكره دون من استبشروا بذكره وما بينهما اعتراض مؤكد لإنكار ذلك عليهم * (ثم إذا خولناه نعمة منا) * أعطيناه إياه تفضلا فإن التخويل مختص به * (قال إنما أوتيته على علم) * مني بوجوه كسبه أو يأتي سأعطاه لما لي من استحققه أو من الله بي واستحقاقي وألهاه فيه لما إن جعلت موصولة وإلا فللنعمة والتذكير لأن المراد شيء منها * (بل هي فتنة) * امتحان له أيشكر أم يكفر وهو رد لما قاله وتأنيث الضمير باعتبار الخير أو لفظ ال * (نعمة) * وقرئ بالتذكير * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * ذلك وهو دليل على أن الإنسان للجنس * (قد قالها الذين من قبلهم) * الهاء لقوله * (إنما أوتيته على علم) * لأنها كلمة أو جملة وقرئ بالتذكير * (والذين من قبلهم) * قارون وقومه فإنه قاله ورضي به قومه * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) * من متاع الدنيا * (فأصابهم سيئات ما كسبوا) * جزاء سيئات أعمالهم أو جزاء أعمالهم وسماه سيئة لأنه في مقابلة أعمالهم السيئة رمزا إلى أن جميع أعمالهم كذلك * (والذين ظلموا) * بالعتو * (من هؤلاء) * المشركين و * (من) * للبيان أو للتبغيض * (سيصيبهم سيئات ما كسبوا) * كما أصاب أولئك وقد أصابهم فإنهم قحطوا سبع سنين وقتل ببدر صناديدهم * (وما هم بمعجزين) * بفائتين * (أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * حيث حبس عنهم الرزق سبعا ثم بسط لهم سبعا * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * بأن الحوادث كلها من الله بوسط أو غيره * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) * أفرطوا في الجناية عليها بالإسراف في المعاصي وإضافة العباد تخصصه بالمؤمنين على ما هو عرف القرآن * (لا تقنطوا من رحمة الله) * لا تيأسوا من مغفرته أولا وتفضله ثانيا * (إن الله يغفر الذنوب جميعا) * عفوا ولو بعد بعد تقييده بالتوبة خلاف الظاهر ويدل على إطلاقه فيما عدا الشرك قوله تعالى * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) *
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»