* (قل هو) * أي ما أنبأتكم به من أني نذير من عقوبة من هذه صفته وأنه واحد في ألوهيته وقيل ما بعده من نبأ آدم * (نبأ عظيم) * * (أنتم عنه معرضون) * لتمادي غفلتكم فإن العاقل لا يعرض عن مثله كيف وقد قامت عليه الحجج الواضحة أما على التوحيد فما مر وأما على النبوة فقوله * (ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون) * فإن إخباره عن تقاول الملائكة وما جرى بينهم على ما ورد في الكتب المتقدمة من غير سماع ومطالعة كتاب لا يتصور إلا بالوحي و * (إذ) * متعلق ب * (علم) * أو بمحذوف إذ التقرير من علم بكلام الملأ الأعلى * (إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين) * أي لأنما كأنه لما جوز أن الوحي يأتيه بين بذلك ما هو المقصود به تحقيقا لقوله * (إنما أنا منذر) * ويجوز أن يرتفع بإسناد يوحى إليه وقرئ إنما بالكسر على الحكاية * (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين) * بدل من * (إذ يختصمون) * مبين له فإن القصة التي دخلت إذ عليها مشتملة على تقاول الملائكة وإبليس في خلق آدم عليه السلام واستحقاقه للخلافة والسجود على ما مر في البقرة غير أنها اختصرت اكتفاء بذلك واقتصارا على ما هو المقصود منها وهو إنذار المشركين على استكبارهم على النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما حاق بإبليس على استكباره على آدم عليه السلام هذا ومن الجائز أن يكون مقاولة الله تعالى إياهم بواسطة ملك وأن يفسر الملأ الأعلى بما يعم الله تعالى والملائكة * (فإذا سويته) * عدلت خلقته * (ونفخت فيه من روحي) * وأحييته بنفخ الروح فيه
(٥٤)