فقراء المسلمين الذين يسترذلون ويسخرون بهم * (اتخذناهم سخريا) * صفة أخرى ل * (رجالا) * وقرأ الحجازيان وابن عامر وعاصم بهمزة الاستفهام على أنه إنكار على أنفسهم وتأنيب لها في الاستسخار منهم وقرأ نافع وحمزة والكسائي * (سخريا) * بالضم وقد سبق مثله في المؤمنين * (أم زاغت) * مالت * (عنهم الأبصار) * فلا نراهم * (أم) * معادلة ل * (ما لنا لا نرى) * على أن المراد نفي رؤيتهم لغيبتهم كأنهم قالوا أليسوا ها هنا أم زاغت عنهم أبصارنا أو لاتخذناهم على القراءة الثانية بمعنى أي الأمرين فعلنا بهم الاستسخار منهم أم تحقيرهم فإن زيغ الأبصار كناية عنه على معنى إنكارهما على أنفسهم أو منقطعة والمراد الدلالة على أن استرذالهم والاستسخار منهم كان لزيغ أبصارهم وقصور أنظارهم على رثاثة حالهم * (إن ذلك) * الذي حكيناه عنهم * (لحق) * لا بد أن يتكلموا به ثم بين ما هو فقال * (تخاصم أهل النار) * وهو بدل من لحق أو خبر محذوف وقرئ بالنصب على البدل من ذلك * (قل) * يا محمد للمشركين * (إنما أنا منذر) * أنذركم عذاب الله * (وما من إله إلا الله الواحد) * الذي لا يقبل الشركة والكثرة في ذاته * (القهار) * لكل شيء يريد قهره * (رب السماوات والأرض وما بينهما) * منه خلقها وإليه أمرها * (العزيز) * الذي لا يغلب إذا عاقب * (الغفار) * الذي يغفر ما يشاء من الذنوب لمن يشاء وفي هذه الأوصاف تقرير للتوحيد ووعد ووعيد للموحدين والمشركين وتثنية ما يشعر بالوعيد وتقديمه لأن المدعو به هو الإنذار
(٥٣)