امتحانا لصبره فيكون اعترافا بالذنب أو مراعاة للأدب أو لأنه وسوس إلى أتباعه حتى رفضوه وأخرجوه من ديارهم أو لأن المراد بالنصب والعذاب ما كان يوسوس إليه في مرضه من عظم البلاء والقنوط من الرحمة ويغريه على الجزع وقرأ يعقوب بفتح النون على المصدر وقرئ بفتحتين وهو لغة كالرشد والرشد وبضمتين للتثقيل * ( اركض برجلك) * حكاية لما أجيب به أي اضرب برجلك الأرض * (هذا مغتسل بارد وشراب) * أي فضربها فنبعت عين فقيل هذا مغتسل أي ماء تغتسل به وتشرب منه فيبرأ باطنك وظاهرك وقيل نبعث عينان حارة وباردة فاغتسل من الحارة واشرب من الأخرى * (ووهبنا له أهله) * بأن جمعناهم عليه بعد تفرقهم أو أحييناهم بعد موتهم وقيل وهبنا له مثلهم * (ومثلهم معهم) * حتى كان له ضعف ما كان * (رحمة منا) * لرحمتنا عليه * (وذكرى لأولي الألباب) * وتذكيرا لهم لينتظروا الفرج بالصبر واللجأ إلى الله فيما يحيق بهم * (وخذ بيدك ضغثا) * عطف على اركض والضغث الحزمة الصغيرة من الحشيش ونحوه * (فاضرب به ولا تحنث) * روي أن زوجته ليا بنت يعقوب وقيل رحمة بنت افراثيم بن يوسف ذهبت لحاجة فأبطأت فحلف إن برئ ضربها مائة ضربة فحلل الله يمينه بذلك وهي رخصة باقية في الحدود * (إنا وجدناه صابرا) * فيما أصابه في النفس والأهل والمال ولا يخل به شكواه إلى الله من الشيطان فإنه لا يسمى جزعا كتمني العافية وطلب الشفاء مع أنه قال ذلك خيفة أن يفتنه أو قومه في الدين * (نعم العبد) * أيوب * (إنه أواب) * مقبل بشراشره على الله تعالى * (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب) * وقرأ ابن كثير عبدنا وضع الجنس موضع الجمع أو على أن * (إبراهيم) * وحده لمزيد شرفه عطف بيان له * (وإسحاق ويعقوب) * عطف عليه * (أولي الأيدي والأبصار) * أولي القوة في الطاعة والبصيرة في
(٤٩)