تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٤
* (فغفرنا له ذلك) * أي ما استغفر عنه * (وإن له عندنا لزلفى) * لقربة بعد المغفرة * (وحسن مآب) * مرجع في الجنة * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) * استخلفناك على الملك فيها أو جعلناك خليفة ممن قبلك من الأنبياء القائمين بالحق * (فاحكم بين الناس بالحق) * بحكم الله * (ولا تتبع الهوى) * ما تهوى النفس وهو يؤيد ما قيل إن ذنبه المبادرة إلى تصديق المدعي وتظليم الآخر قبل مسألته * (فيضلك عن سبيل الله) * دلائله التي نصبها على الحق * (إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) * بسبب نسيانهم وهو ضلالهم عن السبيل فإن تذكره يقتضي ملازمة الحق ومخالفة الهوى * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا) * لا حكمة فيه أو ذوي باطل بمعنى مبطلين عابثين كقوله * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) * أو للباطل الذي هو متابعة الهوى بل للحق الذي هو مقتضى الدليل من التوحيد والتدرع بالشرع كقوله تعالى * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * على وضعه موضع المصدر مثل هنيئا * (ذلك ظن الذين كفروا) * الإشارة إلى خلقها باطلا والظن بمعنى المظنون * (فويل للذين كفروا من النار) * بسبب هذا الظن * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض) * * (أم) * منقطعة والاستفهام فيها لإنكار التسوية بين الحزبين التي هي من لوازم خلقها باطلا ليدل على نفيه وكذا التي في قوله * (أم نجعل المتقين كالفجار) * كأنه أنكر التسوية أولا بين المؤمنين والكافرين ثم بين المتقين من المؤمنين والمجرمين منهم ويجوز أن يكون تكريرا للإنكار الأول باعتبار وصفين آخرين يمنعان التسوية من الحكيم الرحيم والآية تدل على صحة القول بالحشر فإن التفاضل بينهما إما أن يكون في الدنيا والغالب فيها عكس ما يقتضي الحكمة فيه أو في غيرها وذلك يستدعي أن يكون لهم حالة أخرى يجازون بها
(٤٤)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»