تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٥
* (وإن الدين لواقع) * جواب القسم كأنه استدل باقتداره على هذه الأشياء العجيبة المخالفة لمقتضى الطبيعة على اقتداره على البعث للجزاء الموعود وما موصولة أو مصدرية و * (الدين) * الجزاء والواقع الحاصل * (والسماء ذات الحبك) * ذات الطرائق والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أو المعقولة التي يسلكها النظار وتتوصل بها إلى المعارف أو النجوم فإن لها طرائق أو أنها تزينها كما يزين الموشي طرائق الوشي جمع حبيكة كطريقة وطرق أو حباك كمثال ومثل وقرئ الحبك بالسكون والحبك كالإبل والحبك كالسلك والحبك كالجبل والحبك كالنعم والحبك كالبرق * (إنكم لفي قول مختلف) * في الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قولهم تارة أنه * (شاعر) * وتارة أنه * (ساحر) * وتارة أنه * (مجنون) * أو في القرآن أو القيامة أو أمر الديانة ولعل النكتة في هذا القسم تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافي أغراضها بطرائق السماوات في تباعدها واختلاف غاياتها * (يؤفك عنه من أفك) * يصرف عنه والضمير للرسول أو القرآن أو الإيمان من صرف إذ لا صرف أشد منه فكأنه لا صرف بالنسبة إليه أو يصرف من صرف في علم الله وقضائه ويجوز أن يكون الضمير لل * (قول) * على معنى يصدر * (إفك) * من أفك عن القول المختلف وبسببه كقوله (ينهون عن أكل وعن شرب) أي يصدر تناهيهم عنهما وسببهما وقرئ * (إفك) * بالفتح أي من أفك الناس وهم قريش كانوا يصدون الناس عن الإيمان
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»