تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٢
* (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * لما خلقهم على صورة متوجهة إلى العبادة مغلبة لها جعل خلقهم مغيا بها مبالغة في ذلك ولو حمل على ظاهره مع أن الدليل يمنعه لنا في ظاهر قوله * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) * وقيل معناه إلا لأمرهم بالعبادة أو ليكونوا عبادا لي * (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) * أي ما أريد أن أصرفكم في تحصيل رزقي فاشتغلوا بما أنتم كالمخلوقين له والمأمورين به والمراد أن يبين أن شأنه مع عباده ليس شأن السادة مع عبيدهم فإنهم إنما يملكونهم ليستعينوا بهم في تحصيل معايشهم ويحتمل أن يقدر بقل فيكون بمعنى قوله * (قل لا أسألكم عليه أجرا) * * (إن الله هو الرزاق) * الذي يرزق كل ما يفتقر إلى الرزق وفيه إيماء باستغنائه عنه وقرئ إني أنا الرزاق * (ذو القوة المتين) * شديد القوة وقرئ * (المتين) * بالجر صفة ل * (القوة) * * (فإن للذين ظلموا ذنوبا) * أي للذين ظلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب نصيبا من العذاب * (مثل ذنوب أصحابهم) * مثل نصيب نظرائهم من الأمم السابقة وهو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلاء فإن الذنوب هو الدلو العظيم المملوء * (فلا يستعجلون) * جواب لقولهم * (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) *
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»