تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٤
يعطي الجزية وهو يدل على إمامة أبي بكر رضي الله عنه إذا لم تتفق هذه الدعوة لغيره إلا إذا صح انهم ثقيف وهوازن فإن ذلك كان في عهد النبوة وقيل فارس والروم ومعنى * (يسلمون) * ينقادون ليتناول تقبلهم الجزية * (فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا) * هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة * (وإن تتولوا كما توليتم من قبل) * عن الحديبية * (يعذبكم عذابا أليما) * لتضاعف جرمكم * (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) * لما أوعد على التخلف نفي الحرج عن هؤلاء المعذورين استثناء لهم عن الوعيد * (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار) * فصل الوعد وأجمل الوعيد مبالغة في الوعد لسبق رحمته ثم جبر ذلك بالتكرير على سبيل التعميم فقال * (ومن يتول يعذبه عذابا أليما) * إذ الترهيب ها هنا أنفع من الترغيب وقرأ نافع وابن عامر ندخلة نعذبه بالنون * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * روي أنه صلى الله عليه وسلم لما نزل الحديبية بعث جواس بن أمية الخزاعي إلى أهل مكة فهموا به فمنعه الأحابيش فرجع فبعث عثمان بن عفان رضي الله عنه فحبسوه فأرجف بقتله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وكانوا ألفا وثلاثمائة أو وأربعمائة أو وخمسمائة وبايعهم على أن يقاتلوا قريشا ولا يفروا عنهم وكان جالسا تحت سمرة أو سدرة * (فعلم ما في قلوبهم) * من الإخلاص * (فأنزل السكينة عليهم) * الطمأنينة وسكون النفس بالتشجيع أو الصلح * (وأثابهم فتحا قريبا) * فتح خيبر غب انصرافهم وقيل مكة أو هجر * (ومغانم كثيرة يأخذونها) * يعني مغانم خيبر * (وكان الله عزيزا حكيما) * غالبا مراعيا مقتضى الحكمة
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»