تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٧
وقال صلى الله عليه وسلم إن آخر وطأة وطئها الله بوج وهو واد بالطائف كان آخر وقعة للنبي صلى الله عليه وسلم بها وأصله الدوس وهو بدل الاشتمال من * (رجال) * * (ونساء) * أو من ضميرهم في * (تعلموهم) * * (فتصيبكم منهم) * من جهتهم * (معرة) * مكروه كوجوب الدية والكفارة بقتلهم وللتأسف عليهم وتعيير الكفار بذلك والإثم بالتقصير في البحث عنهم مفعلة عن عره إذا أعراه ما يكرهه * (بغير علم) * متعلق ب * (أن تطؤوهم) * أي تطؤهم غير عالمين بهم وجواب * (لولا) * محذوف لدلالة الكلام عليه والمعنى * (لولا) * كراهة أن تهلكوا أناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم يصيبكم بإهلاكهم مكروه لما كف أيديكم عنهم * (ليدخل الله في رحمته) * علة لما دل عليه كف الأيدي عن أهل مكة صونا لمن فيها من المؤمنين أي كان ذلك ليدخل الله في رحمته أي في توفيقه لزيادة الخير أو للإسلام * (من يشاء) * من مؤمنيهم أو مشركيهم * (لو تزيلوا) * لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض وقرئ تزايلوا * (لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) * بالقتل والسبي * (إذ جعل الذين كفروا) * مقدر باذكر أو ظرف * (لعذبنا) * أو * (صدوكم) * * (في قلوبهم الحمية) * الأنفة * (حمية الجاهلية) * التي تمنع إذعان الحق * (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) * فأنزل عليهم الثبات والوقار وذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما هم بقتالهم بعثوا سهيل بن عمرو أو حويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص ليسألوه أن يرجع من عامه على أن يخلي له قريش مكة من القابل ثلاثة أيام فأجابهم وكتبوا بينهم كتابا فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا ما نعرف هذا اكتب باسمك اللهم ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه رسول الله أهل مكة فقالوا لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت وما قاتلناك اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله أهل فقال صلى الله عليه وسلم اكتب ما يريدون فهم المؤمنون أن يأبوا ذلك ويبطشوا عليهم فأنزل الله السكينة عليهم فتوقروا
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»