تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٨٩
بسبب اتباع هؤلاء الباطل واتباع هؤلاء الحق وهذا تصريح بما أشعر به ما قبلها ولذلك سمي تفسيرا * (كذلك) * مثل ذلك الضرب * (يضرب الله للناس) * يبين لهم * (أمثالهم) * أحوال الفريقين أو أحوال الناس أو يضرب أمثالهم بأن جعل اتباع الباطل مثلا لعمل الكفار والإضلال مثلا لخيبتهم واتباع الحق مثلا للمؤمنين وتكفير السيئات مثلا لفوزهم * (فإذا لقيتم الذين كفروا) * في المحاربة * (فضرب الرقاب) * أصله فاضربوا الرقاب ضربا فحذف الفعل وقدم المصدر وأنيب منابه مضافا إلى المفعول ضما إلى التأكيد والاختصار والتعبير به عن القتل إشعارا بأنه ينبغي أن يكون بضرب الرقاب حيث أمكن وتصوير له بأشنع صورة * (حتى إذا أثخنتموهم) * أكثرتم قتلهم وأغلظتموه من الثخين وهو الغليظ * (فشدوا الوثاق) * فأسروهم واحفظوهم والوثاق بالفتح والكسر ما يوثق به * (فإما منا بعد وإما فداء) * أي فإما تمنون منا أو تفدون فداء والمراد التخيير بعد الأسر بين المن والإطلاق وبين أخذ الفداء وهو ثابت عندنا فإن الذكر الحر المكلف إذا أسر تخير الإمام بين القتل والمن والفداء والاسترقاق منسوخ عند الحنفية أو مخصوص بحرب بدر فإنهم قالوا يتعين القتل أو الاسترقاق وقرئ فدا كعصا * (حتى تضع الحرب أوزارها) * آلاتها وأثقالها التي لا تقوم إلا بها كالسلاح والكراع أي تنقضي الحرب ولم يبق إلا مسلم أو مسالم وقيل آثامها والمعنى حتى يضع أهل الحرب شركهم ومعاصيهم وهو غاية للضرب أو الشد أو للمن والفداء أو للمجموع بمعنى أن هذه الأحكام جارية فيها حتى لا يكون حرب مع المشركين بزوال شوكتهم وقيل بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام * (ذلك) * أي الأمر ذلك أو افعلوا بهم ذلك * (ولو يشاء الله لانتصر منهم) * لانتقم منهم بالاستئصال * (ولكن ليبلو بعضكم ببعض) * ولكن أمركم بالقتال ليبلوا المؤمنين بالكافرين بأن يجاهدوهم فيستوجبوا الثواب العظيم والكافرين بالمؤمنين بأن يعاجلهم على أيديهم
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»