تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٨٨
سورة محمد وتسمى سورة القتال وهي مدنية وقيل مكية وآيها سبع أو ثمان وثلاثون أو أربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * امتنعوا عن الدخول في الإسلام وسلوك طريقه أو منعوا الناس عنه كالمطعمين يوم بدر أو شياطين قريش أو المصريين من أهل الكتاب أو عام في جميع من كفر وصد * (أضل أعمالهم) * جعل مكارمهم كصلة الرحم وفك الأسارى وحفظ الجوار ضالة أي ضائعة محيطة بالكفر أو مغلوبة مغمورة فيه كما يضل الماء في اللبن أو ضلال حيث لم يقصدوا به وجه الله أو أبطل ما عملوه من الكيد لرسوله والصد عن سبيله بنصر رسوله وإظهار دينه على الدين كله * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعم المهاجرين والأنصار والذين آمنوا من أهل الكتاب وغيرهم * (وآمنوا بما نزل على محمد) * تخصيص للمنزل عليه مما يجب الإيمان به تعظيما له وإشعارا بأن الإيمان لا يتم دونه وأنه الأصل فيه ولذلك أكده بقوله * (وهو الحق من ربهم) * اعتراضا على طريقة الحصر وقيل حقيقته بكونه ناسخا لا ينسخ وقرئ نزل على البناء للفاعل وأنزل على البناءين ونزل بالتخفيف * (كفر عنهم سيئاتهم) * سترها بالإيمان وعملهم الصالح * (وأصلح بالهم) * في الدين والدنيا بالتوفيق والتأييد * (ذلك) * إشار إلى مرة من الإضلال والتكفير والإصلاح وهو مبتدأ خبره * (بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم) *
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»