تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٥٧
سورة الدخان إلا قوله تعالى * (إنا كاشفو العذاب) * الآية وهي سبع أو تسع وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (حم والكتاب المبين) * القرآن والواو للعطف إن كان * (حم) * مقسما به وإلا فللقسم والجواب قوله * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) * ليلة القدر أو البراءة ابتدىء فيها إنزاله أو أنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ ثم أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم نجوما وبركتها لذلك فإن نزول القرآن سبب للمنافع الدينية والدنيوية أو لما فيها من نزول الملائكة والرحمة وإجابة الدعوة وقسم النعمة وفصل الأقضية * (إنا كنا منذرين) * استئناف يبين المقتضى للإنزال وكذلك قوله * (فيها يفرق كل أمر حكيم) * فإن كونها مفرق الأمور المحكمة أو الملتبسة بالحكمة يستدعي أن ينزل فيها القرآن الذي هو من عظائمها ويجوز أن يكون صفة * (ليلة مباركة) * وما بينهما اعتراض وهو يدل على أن الليلة ليلة القدر لأنه صفتها لقوله * (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) * وقرئ يفرق بالتشديد و * (يفرق) * في كل أمر يفرقه الله ونفرق بالنون * (أمرا من عندنا) * أي أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا على مقتضى حكمتنا وهو مزيد تفخيم للأمر ويجوز أن يكون حالا من كل أوامر أو ضميره المستكن في
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»