فطر وهذا مطاوع فطر وقرئ تتفطرن بالتاء لتأكيد التأنيث وهو نادر * (من فوقهن) * أي يبتدئ الانفطار من جهتهن الفوقانية وتخصيصها على الأول لأن أعظم الآيات وأدلها على علو شأنه من تلك الجهة وعلى الثاني ليدل على الانفطار من تحتهن بالطريق الأولى وقيل الضمير للأرض فإن المراد بها الجنس * (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) * بالسعي فيما يستدعي مغفرتهم من الشفاعة والإلهام وإعداد الأسباب المقربة إلى الطاعة وذلك في الجملة يعم المؤمن والكافر بل لو فسر الاستغفار بالسعي فيما يدفع الخلل المتوقع عم الحيوان بل الجماد وحيث خص بالمؤمنين فالمراد به الشفاعة * (ألا إن الله هو الغفور الرحيم) * إذ ما من مخلوق إلا وهو ذو حظ من رحمته والآية على الأول زيادة تقرير لعظمته وعلى الثاني دلالة على تقدسه عما نسب إليه وإن عدم معاجلتهم بالعقاب على تلك الكلمة الشنعاء باستغفار الملائكة وفرط غفران الله ورحمته * (والذين اتخذوا من دونه أولياء) * شركاء وأندادا * (الله حفيظ عليهم) * رقيب على أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بها * ( وما أنت) * يا محمد * (عليهم بوكيل) * بموكل بهم أو بموكول إليك أمرهم * (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا) * الإشارة إلى مصدر * (يوحى) * أو إلى معنى الآية المتقدمة فإنه مكرر في القرآن في مواضع جمة فتكون الكاف مفعولا به و * (قرآنا عربيا) * حال منه * (لتنذر أم القرى) * أهل أم القرى وهي مكة شرفها الله تعالى * (ومن حولها) * من العرب * (وتنذر يوم الجمع) * يوم القيامة يجمع فيه الخلائق أو الأرواح أو الأشباح أو العمال والأعمال وحذف ثاني مفعول الأول وأول مفعولي الثاني للتهويل وإبهام التعميم وقرئ لينذر بالياء والفعل للقرآن * (لا ريب فيه) * اعتراض لا محل له من الإعراب * (فريق في الجنة وفريق في السعير) * أي بعد جمعهم في الموقف يجمعون أولا ثم يفرقون والتقدير منهم فريق والضمير للمجموعين لدلالة الجمع عليه وقرئا منصوبين
(١٢٢)