تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٥٧
* (قال موعدكم يوم الزينة) * من حيث المعنى فإن يوم الزينة يدل على مكان مشتهر باجتماع الناس فيه في ذلك اليوم أو بإضمار مثل مكان موعدكم مكان يوم الزينة كما هو على الأول أو وعدكم وعد يزم الزينة وقرئ * (يوم) * بالنصب وهو ظاهر في أن المراد بهما المصدر ومعنى سوى منتصفا يستوي مسافته إلينا وإليك وهو في النعت كقولهم قوم عدى في الشذوذ وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب بالضم وقيل في يوم الزينة يوم عاشوراء أو يوم النيروز أو يوم عيد كان لهم في كل عام وإنما عينه ليظهر الحق ويزهق الباطل على رؤوس الأشهاد ويشيع ذلك في الأقطار * (وأن يحشر الناس ضحى) * عطف على ال * (يوم) * أو * (الزينة) * وقرئ على البناء للفاعل بالتاء على خطاب فرعون والياء على أن فيه ضمير ال * (يوم) * أو ضمير * (فرعون) * على أن الخطاب لقومه * (فتولى فرعون فجمع كيده) * ما يكاد به يعني السحرة وآلاتهم * (ثم أتى) * الموعد * (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) * بأن تدعوا آياته سحرا * (فيسحتكم بعذاب) * فيهلككم ويستأصلكم وبه قرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب بالضم من الاسحات وهو لغة نجد وتميم والسحت لغة الحجاز * (وقد خاب من افترى) * كما خاب فرعون فإنه افترى واحتال ليبقى الملك عليه فلم ينفعه * (فتنازعوا أمرهم بينهم) * أي تنازعت السحرة في أمر موسى حين سمعوا كلامه فقال بعضهم ليس هذا من كلام السحرة * (وأسروا النجوى) * بأن موسى إن غلبنا اتبعناه أو تنازعوا واختلفوا فيما يعارضون به موسى وتشاوروا في السر وقيل الضمير لفروعون وقومه وقوله
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»