دعوة في صورة عرض ومشورة حذرا أن تحمله الحماقة على أن يسطو عليكما أو احتراما لما له من حق التربية عليك وقيل كنياه وكان له ثلاث كنى أبو العباس وأبو الوليد وأبو مرة وقيل عداه شبابا لا يهرم بعده وملكا لا يزول إلا بالموت * (لعله يتذكر أو يخشى) * متعلق ب * (اذهبا) * أو قولا أي باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما أنه يثمر ولا يخيب سعيكما فإن الراجي مجتهد والآيس متكلف والفائدة في إرسالهما والمبالغة عليهما في الإجتهاد مع علمه بأنه لا يؤمن إلزام الحجة وقطع المعذرة وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات والتذكر للمتحقق والخشية للمتوهم ولذلك قدم الأول أي إن لم يتحقق صدقكما ولم يتذكر فلا أقل من أن يتوهمه فيخشى * (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا) * أن يعجل علينا بالعقوبة ولا يصبر إلى تمام الدعوة وإظهار المعجزة من فرط إذا تقدم ومنه الفارط وفرس فرط يسبق الخيل وقرئ * (يفرط) * من أفرطته إذا حملته على العجلة أي نخاف أن يحمله حامل من استكبار أو خوف على الملك أو شيطان إنسي أو جني على المعالجة بالعقاب و * (يفرط) * من الإفراط في الأذية * (أو أن يطغى) * أو أن يزداد طغيانا فيتخطى إلى أن يقول فيك ما لا ينبغي لجراءته وقساوته وإطلاقه من حسن الأدب * (قال لا تخافا إنني معكما) * بالحفظ والنصر * (أسمع وأرى) * ما يجري بينكما وبينه من قول وفعل فأحدث في كل ما يصرف شره عنكما ويوجب نصرتي لكما ويجوز أن لا يقدر شيء على معنى إنني حافظكما سامعا ومبصرا والحافظ إذا كان قادرا سميعا بصيرا تم الحفظ * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل) * أطلقهم * (ولا تعذبهم) * بالتكاليف الصعبة وقتل الولدان فإنهم كانوا في أيدي القبط يستخدمونهم ويتعبونهم في
(٥٢)